الإنسانية بالحياة والنفس والجماعة ويمثل التقدم الإنساني والرقي العقلي)، وعلى رأس هؤلاء أستاذنا الجليل أمين الخولي وتحرص هذه الفئة على (ألا يكون درس الأدب وتأريخه تناولاً سطحياً وترديداً تقليدياً لما لا يساير تقدم الإنسانية ورقي الحياة العقليه).
هذه الفئات الثلاث أهل الأدب الحي والثوار المجددون ودعاة القديم قد التفت جميعها في حلبة واحدة هي هذا الشرق العربي واستمر التصادم وطال التنافس فطالت على أدبنا نقاد الانتقال. واشتد التزاحم فكثر النتاج لكنه ظل كدراً، وتأرجح أدباؤنا بين مذاهب هذه الفئات يميلون إلى التجديد باسم المرونة والواقعية ومع القديم باسم الأصالة والقومية فجاءوا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وتذبذب نتاجهم فجاء ضخما كبيراً لكنه ظل كدرا لا لون له ولا طابع ولا شرعة ولا منهاج. بل ولا هدف.
ونحن إذ نقدر للقديم أصالته نؤمن أن الاستعانة به في السبك الجديد ضرورة وأن الاعتداء به مفخرة، ولكننا ندعو ألا يلهينا هذا القديم عن خلق أدب حي يصور مسراتنا وآلامنا ومشاكلنا فتستطيبه أنفسنا وتأنس به، كما أننا نأمل أن تنظم هذه الاندفاعات التجديدية تنظيما أساسه التبصر ورائده الإصلاح لأنا نريد أن يكون لنا أدب حي دفاع يخلق من ناشئتنا جيلا يتذوق الجمال ويقدر الفن ويملأ صدورهم بسمات.
وفي هذه النفوس الذابلة ينفتح هذه الحياة لتنطلق راضية مطمئنة تستقبل عالم الغد. . .