وقد ذكر ابن أسفنديار في مؤلفه تاريخ طبرستان مؤلفاً آخر له باسم (بحر الفوائد) ولم يسلم من عوادي الزمان من كل هذه المؤلفات التي ذكرناها غير ثلاثة كتب هي:
١ - كتاب فردوس الحكمة في الطب
٢ - كتاب حفظ الصحة، وتوجد نسخة منه في مكتبة بودلين باكسفورد.
٣ - كتاب الدين والدولة، وقد طبع بمطبعة المقتطف، ونذكر هنا نبذة عن كتاب فردوس الحكمة، قام بمراجعة هذا الكتاب وطبعه ونشره الدكتور محمد زبيو الصديق أستاذ جامعة لكنو في مطبعة أفتاب ببرلين بتشجيع المرحوم الأستاذ ادوارد برون المستشرق الإنجليزي المعروف وإرشاده - وكان طبيباً محباً لإحياء الكتب الطبية - وبمساعدة أوقاف جمعية جيب التذكارية) وذلك بمراجعة النسخ الخطية الثلاث الموجودة في أوربا والنسختين الموجودتين في الهند وكان ذلك عام ١٩٢٨ بعد وفاة الأستاذ براون.
وقد كان كتاب (فردوس الحكمة) معروفاً منذ بدء تاريخ تأليفه حتى إن أشهر المؤرخين محمد بن جرير الطبري كان يطالعه وهو مريض قد لزم الفراش، واستشهد به الرازي والمسعودي وياقوت وأبو ريحان وغيره من المحققين في مواضع شتى من كتبهم.
والكتاب مقسم إلى سبعة أنواع من العلوم، والأنواع مقسمة إلى ثلاثين مقالة، والمقالات إلى ثلاثمائة وستين باباً.
ونجتزيء في حديثنا هذا الآن بالإشارة إلى أن النوع الأول من الكتاب مشتمل على مقالة واحدة يذكر فيها أنه أخذ المعارف التي ضمنها كتابه من بقراط وجالينوس وآخرين من علماء الطب ومن كتب أرسطو وسائر الفلاسفة ومن آثار معاصريه كيوحنا ابن ماسويه وحنين بن إسحق، وأضاف إلى ذلك كله خلاصة كتب أخرى طالعها وألحق بها زيادة في الإفادة مقالة خاصة في كتب الطب.
وفي أبواب هذا المقالة يتحدث عن كليات المسائل الفلسفية والعلوم الطبيعية من قبيل الهيولي والصورة والكم والكيف وتأثير الفلك والأجرام السماوية والهواء والشهب والحيوان البري والبحري والهوائي وغير ذلك. وفي النوع الثاني ويحتوي على خمس مقالات يشرح المسائل الطبية كالحمل والجنين وعلل العقم والعقر وخلقة الأعضاء والحواس والقوى المدبرة في البدن والقوى النفسانية والرويا والكابوس.