يا جيش مصر ولا آلوك تهنئة ... حققت ظن الليالي والمنى فينا
وصلت آخر عليانا بأولها ... فما أواخرنا إلا أوالينا
أعدتها وثبة بدرية صرعت ... دهاة جيش يهوذا والدهاقينا
شجاعة مزقت أحلام ساستهم ... وعلمت مترفيهم كيف يصحونا
أنشودة ناعمة:
كان الأستاذ علي محمود طه قد أنشأ تصيدة بعنوان (أخي أيها العربي) دعا فيها إلى القتال من أجل إنقاذ فلسطين العربية، وقد وقع اختيار الموسيقار محمد عبد الوهاب على هذه القصيدة فلحنها وغناها وسجلتها محطة الإذاعة. وفي مساء يوم الجمعة الماضي أذيع هذا المسجل، وقدم بأنه (أنشودة فلسطين) وعلى أنه من البرامج الحماسية التي تقدم في هذه الأونة، ولم يخلف عبد الوهاب ظننا به. . فهو فنان مبرز في أغاني الحب الناعمة، وقد جاءت (أنشودة فلسطين) على نسق (بلاش تبوسني في عنيه دي البوسة في العين تفرق)
وغنى عن البيان أن ما يقال لضرب من الحسان غير ما يقال للأخ العربي في الميدان.
من حق عبد الوهاب أن يأخذ (أجازة) في هذه الظروف العصيبة!
الفن المعاصر:
تحدثت فيما مضى عن معرض الفن المعاصر الذي عرض به جماعة من الشبان المصريين أعمالهم في التصوير، وقلت إنهم يتجهون في إنتاجهم الفني اتجاها جديداً يقولون عنه إنه يساير التطور الفكري وينتفع بالثقافات الحديثة ويفهم منهم ومن أعمالهم أنهم ثائرون على الأوضاع والقيم الفنية المعروفة ويسمونها (الفن الفوتغرافي) أي الذي يتجه فيه إلى مجرد تسجيل المناظر
وقد قوبل هذا المعرض بحملات من بعض النقاد، مبنية في جملتها على أنه لا يهدف إلى غاية جمالية من غايات الفنون الجميلة وأنه تكلف مبعثه الشذوذ والرغبة في الشهرة، والحق أن المرء لا يستطيع أن يفهم من تلك المعروضات أو من أحد أصحابها ما يرمي إليه هذا المذهب في وضوح. وإذا طلبت إلى صاحب رسم أن يبين لك مقصده منه فإن كلامه هو والرسم سيان. . ليس هناك إلا أن هذا شيء غير ما كان يرسم (الفوتغرافيون)