وقد أبدى رجلان من كبار رجال الفن، رأيهما في هذا المذهب بجريدة المصري، وهما الأستاذ محمد حسن بك مراقب عام الفنون الجميلة بوزارة المعارف، والأستاذ أحمد أحمد يوسف بك مدير مدرسة الفنون التطبيقية العليا.
قال الأول:(والرأي عند أكثر الذين يمارسون أنواع الفنون الجميلة بصفة جدية، أن أغلب مذاهب الفن المعاصر من وضع جماعات ذات طوابع فردية، نشاهد الكثير منها بين آونة وأخرى في أعقاب النكبات التي تلم بالأمم.
وقال الثاني بعد أن بين أن أي عمل فني لم يكن في نتيجته جميلا يسر العين ويرضي النفس، ويؤدي غاية خيرة طيبة، إنما هو عمل سقيم ليس من الفن الجميل في شيء، قال: (ويتضح من هذا أن المسألة ليست إنتاج صور أو تحف يقلد منتجوها عملا سابقاً، أو هي تنتمي إلى مذهب من المذاهب، أو تأتي نتيجة لهو وعب لا خير فيها، أو استهتار مقصود وشذوذ نفساني تدفع به عوامل نابية خارجة عن الأوضاع، ثم حشد هذا الإنتاج في معارض عامة أو خاصة يطنطن لها بالدعاية ويثار حولها بالكتابة والجدال استجداء للإعجاب بها، إنما الغرض الأساسي هو أن يخرج الفنان في صمت ووقار عملا جميلا نافعاً مفيداً له معانيه السامية وأهدافه النبيلة).
ترجمة الآثار الأدبية:
ذكرت في عدد مضى من الرسالة أن الهيئة الثقافية التابعة لهيئة الأمم المتحدة دعت الدكتور طه حسين بك لحضور اجتماع لجنة ترجمة الآثار الأدبية، وأن الدكتور لبى هذه الدعوة وسافر إلى باريس.
وقد عاد الدكتور طه أخيراً بعد أن انتهت اجتماعات اللجنة، وقد حضرها مندوبون من الخبراء العالمين في الشرق والغرب. ونظرت اقتراحاً قدمه الدكتور شار مالك ممثل لبنان في شأن نقل الآثار العلمية والأدبية من لغة إلى لغات أخرى. وانتهت اللجنة إلى الموافقة على نقل الآثار العلمية القديمة والحديثة وأن يكتفي بنقل الآثار الأدبية حتى سنة ١٩٠٠ نظراً إلى التأثيرات السياسية والاجتماعية فيما بعد ذلك.
ومما أفضى به الدكتور طه أن مصر منذ عهد محمد علي قد اقتفت آثار العباسيين في نقل