معه من الأطباء والكحالين والجراحين والفصادين والأشربة والعقاقير وغيرها.
وكان الأمراء المسلمون أيضا يستعملون في حروبهم البيمارستانالمحمول وكان يحمل الآلات وأدوات والأدوية والعقاقير اللازمة عدد من الجمال خصصت لذلك أما البيمارستانات الثابتة فهي ما كان بناؤها ثابتا في مكان خاص؛ وكان هذا النوع موجودا في معظم البلاد المهمة ولا سيما في العواصم الكبرى وكان في بعضها اكثر من بيمارستان واحد ولا تزال أثار بعضها باقية إلى الآن كالبيمارستان المنصوري أو (قلاوون) واليمارستان المؤيدي بالقاهري والبيمارستان النوري بدمشق وغيرها.
وكانت هذه البيمارستانات بوجه عام منقسمة إلى قسمين منفصلين قسم للذكور وآخر للإناث، وكل قسم مجهز بما يحتاجه من آلات وعدد وخدم من الرجال والنساء وفي كل قسم منهما قاعات مختلفة فقاعة للأمراض الباطنية وأخرى للجراحة وثالثة للكحالة ورابعة للتجبير، إلى غير ذلك من القاعات.
وكانت هذه الأقسام الخاصة مقسمة بدورها إلى شعب وأقسام فرعية مثل الفرع الخاص بالمحمومين والقرع الخاص بالممرووين أي المجانين، والفرع الخاص بالمصابين بالأمراض العادية والأسهال وغير ذلك. كانت البيمارستانات تقام في إمكان حسنة الموقع طيبة المناح.
يروى بعض المؤرخين في ترجمة محمد بن زكريا الرازي أنه عند ما طلب إليه أن يختار محلا مناسبا لبناء بيمارستان في بغداد أمر أن يعلقوا قطعا من اللحم الغريض في أماكن مختلفة من المدينة ثم اختار المحل الذي تعفن اللحم فيه متأخرا عنه في سائر الأماكن لبناء المستشفى المطلوب.
وكان من شروط انتخاب المحل المناسب لبناء البيمارستان أن يكون فيه ماء جار.
وكان لكل بيمارستان شرايخاناه أي صيدليه (والكلمة محرفة عن شرابخانة الفارسية ومعناه خزانة الشراب) ولكل شرابخاناه (مهتار) أي رئيس (وهذه الكلمة أيضا محرفة عن مهتر الفارسية بمعنى الرئيس أو الكبير) وتحت يده غلمان عندن برسم الخدمة يطلق على كل واحد منهم (شراب دار).
ومما يسترعي النظر كثرة الأسامي والمصطلحات الطبية الفارسية التي كانت شائعة في