اطلع المترجم عيها جن بها جنونا وشرع في وضع رسالة تماثلها في فضلاء عصره، وسألني مشاركته فيها فامتنعت خشية اللوم فانفرد هو بتاليفها وأنى فها بغرائب، فمن ذلك تلقيته للعالم الفاضل على رفاعة بابن المقفع لنحافته ودخول شديقه، وتلقيه للعالم الفاضل يحيى افندي الأفغاني بالقدوري لغرابة شكله وقصر ساقيه تشبيها له بالقدر من الفخار، والقدوري اسم عالم مشهور من الحنفية، ولقب نفسه بابن قتيبة، ثم تركه وتلقب بالمقوقس، ولما لقب صاحبنا وصاحب الشيخأحمد مفتاح لسلامة طويته بالأبله البغدادي غضب منه، وكاد يتفاقم الشر بينهما، وغضب منه صاحب آخر وكان قصيراً ممتلئا يتدحدح في مشيته كما يتدحدح البط لأنه لقبه بابن بطوطة). .
وهكذا كانت ندوة تيمور باشا مجالا للمداعبات الأدبية والفكاهات الطريفة بين الأصدقاء والإخوان كما كانت مجال علم وأدب، ودراسة وتحقيق.