ضيعتنا التي بقويسنا فنخلو فيها بكتاب نقرؤه، فقال: نعم الرأي هذا، وسأستصحب معي ولدي حسنا ليشترك معنا في القراءة. ثم لم يمض يومان حتى نقله الله إلى جواره، ويسر له العزلة ولكن في دار قراره).
ويظهر أن ندوة تيمور لم تكن لها ليلة معينة في الأسبوع، بل كانت مفتحة الأبواب دائما، وكان إخوانه يجتمعون به كل ليلة وكل وقت يروق لهم، فهو يحكى عن نفسه أن أستاذه الشنقيطي أشار عليه بقراءة أمالي أبى على القالي قراءة إمعان وتدبر، فاعتزل الناس ثلاثة أيام لهذا الغرض، فلم ترق هذه العزلة صيقه محمد أفندي أكمل فعاد إليه بعد الأيام الثلاثة ومعه زجل ينحى فيه على الشنقيطي وعلى أبي علي القالي اللذين تسببا في انقطاعه عن الإخوان وفيه يقول:
يا سيد احمد يا تيمور ... يا للي منعنا منأنسك
هو ودادك من بنور ... حتى كسرته من نفسك
أهديك سلام يشحن وابور ... يقطع محطات على حسك
هو الكتاب ده م الجنة ... ولا كلام المجريطي
أبو علي كان لك محنة ... الله يجازي الشنقيطي
بكره يجينا الشيخ مفتاح ... يحلى السهر في القماري
نفضل ندردش للأصباح ... والشيخ بروحه مؤش داري
عبيط خفيف عالم فلاح ... بجوز شوارب هوارى
أوقات كده يبقى زنه ... وأوقات نشوفه رهريطى
أبو علي كان لك محنة ... الله يجازي الشنقيطي
وهو زجل طويل، وكله على هذا النحو من الطرافة والدعابة، وقد أورده جميعه تيمور في كتابه أعيان القرن الثالث عشر.
ويحكى تيمور باشا في ترجمة محمد أفندي اكمل أيضا فيقول:
(وأطلعته على رسالة عندي جمعها الشيخ أحمد الفحماوي وذكر بها كنى وألقابا وضعها لفضلاء أواخر القرن الثالث عشر على سبيل المزاح والدعاية، فلقب كل واحد بلقب شاعر متقدم أو رجل مشهوريوافق اسمه هيئة الملقب به أو شيئا يغلب على أخلاقه وأحواله، فلما