عسى بمشاهدته يلقى من التشجيع في الأقطار الشقيقة ما يحفز الهمم على تعميمه وإحيائه بدلا من هذه الرقصات الخليعة الماجنة المخنثة التي سرت إلينا عن طريق الغرب سريان السلأو السرطان وفيها المخاصرة والمعانقة والمعايب. . . .
تصور معي سيدي القارئ كوكبة من التلاميذ الأحداث توحدت ملابسهم وهيآتهم، وانسجمت أصواتهم، واتسقت نغماتهم وحركاتهم، ينشدون كالعنادل الموشحات المقعة في الرقصات والآلات الوترية، وقد تخرجوا على أيدي الصناع الفنيين وحذقوا ومهروا في فهم، تعرض صورهم أمامك على الشاشة، وتصور ما تحدثه هذي المشاهد وهذه الأصوات في نفسك من أثر ورغبة في إحياء موات هذا الفن. ألا ترى معي وجوب تعميمه والدعاية له؟ وإني لأضمن لهذا الفن الرائع الانتشار عن هذه الطرق، فهو يرى كأنه جديد لدى أبناء هذا الجيل، وكل جديد لا بد له من دهشة وروعة وفتنة. وإني لا أزال أذكر ما أحدثته أول حفلة من حفلات هذا المعهد من أثر بالغ في نفوس الشاهدين في صالة سينما دمشق، أخص بالذكر منهم المتشبعين للموسيقى الحديثة الدخلية التي أفسدت عينا قديمنا، وذهبت بأذواقنا، تلك الموسيقى التي محتها الأرض والسماء وهي بعيدة عنا، لا تمت إليها ولا تمت إلينا بصلة أو نسب!
إنها لمأثرة تذكر لمعالي وزير المعارف الشاب الدكتور منير العجلاني بك أن يتم هذا الأمر في عهده وفي ظل صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السورية المعظم الزعيم شكري القوتلي بك الذي له في كل عمل مأثرة، وف يكل نهضة مغخرة، فالنهضة السورية في كافة نواحيها مدينة إليه وإلى رئيس وزارته السيد جميل مردمبك سدد الله خطوات الجميع لما فيه الخير والفلاح لخدمة هذا الوطن المفدى الذي أخذ بهذه الوثبة يشق طريقه في الحياة.