رجائه في مؤامرة الاختطاف فخطر له يومئذ أن يقتل الرئيس في دار من دور التمثيل ثم يلوذ بالهرب لعلمه بمخارج هذه الدور ومداخلها وخبرته بمواضع النور الظلام فيها.
ولولا انه ممثل فاشل لما خطر له هذه المؤامرة، ولولا اعتماده على معرفته بمسارح التمثيل ملا اختار المسرح لتنفيذها. فهل كثير على تفصيل هذا الحادث صفحتان من كتاب عن حياة الرئيس القتيل؟ وهل يكون مصرع هذا الرئيس مفهوماً وموقعه من طبيعة الحياة الأميركية واضحاً بغير هاتين الصفحتين؟
ويأبى الأستاذ الخفيف أن يصدق انه أهمل بعض المصادفات التي كان لها الأثر الأكبر في ارتقاء لنكولن إلى رئاسة الجمهورية فيكفي أن نذكر له في هذ١ الصدد أن مصادفة واحدة من هذه المصادفات كانت سبباً لتحول الحزب الجمهوري من وليوم سيوارد إلى لنكولن في المؤتمر الكبير الذي عقده الحزب بمدينة شيكاغو سنة ١٨٦٠ لاختيار مرشحه لرئاسة الجمهورية.
فقد حدث الاجتماع في يوم ميلاد سيوارد، وكان الإجماع بين المندوبين أن ينعقد على اختياره. ولكن مصادفة واحدة غيرت مجرى التاريخ في ذلك اليوم. . . لماذا. . .؟. . . بسبب بسيط، غاية في البساطة. . . وهو أن عامل المطبعة لم ينجز أعداد الأوراق التي كانت لازمة للاقتراع، فاتفقوا على تأجيل البدء بالاقتراع، وتم التأجيل فعلاً، وحدث الانقلاب المفاجئ في هذه الأثناء. فأن الصحفي النابه هو رأس جر بلى - عدو سيوارد اللدود - تمكن في تلك الفترة من تحويل معظم المندوبين عن رأيهم، فرجحت كفة لنكو لن على غير قصد من جر بلى ومن شيعته، لأنهم لم يكونوا مع لنكو لن على وفاق.
ولولا أننا لا نستطيع أن نعيد تاريخ لنكو لن وتاريخ ترشيحاته في مقال واحد لفصلنا الكثير منت أمثال هذه المصادفات.
ولم يكن نصيب المصادفات التي كان لها اكبر الأثر في الترجيح بين الأحزاب نفسها وبين جيوش الشمال وجيوش الجنوب أو في نصيباً من هذه المصادفات التي صعدت بلنكولن إلى رئاسة الجمهورية فأن كثيراً من الأحداث التي ارتفعت بحزب على حزب ونصرت جيشاً على جيش، ترجع إلى مصادفات لم تذكر في الكتاب.
ومن الطريف أننا نأخذ على الأستاذ الخفيف أن ميزانه المشترك بين أبطال كتبه ناقص،