الذوق الفني عبد التلاميذ أعانتهم إلى حسن فهم الجمال الأدبي وتذوقه وإنارة الطريق أمامهم في نواحي الخلق والإبداع الأدبي. لهذا رأت اللجنة أن تعود بالنقد إلى وظيفته الأولى وان تجعله جزءاً عملياً أصيلاً من دراسة النص، ورسمت له منهاجاً مدرجاً مرتبطاً من ناحية بمنهج النصوص ومناسباً من جهة أخرى للتطور الذهني عند التلاميذ، وجعلت اللجنة في السنتين الرابعة والخامسة مكاناً لبعض النواحي النظرية الأصيلة في النقد كدراسة الكلمة والجملة واثر كل منهما في أداة المعنى، وكدراسة طرق التصوير المختلفة وبيان ما فيها من جمال دون كثير تعرض للتفصيلات، وكدراسة الفنون الأدبية النثرية والشعرية وشروط جودتها وعرض نماذج منها.
وواضح من ذلك أن اللجنة إزالة هذه (البلاغة) التي تسخر فيها بالمنهج الحالي عقول التلاميذ، ووضعت مكانها (النقد الأدبي) بشكل مبسط مفيد، مما دعي بعض المتمسكين بتلك (الرياضات الذهنية) العقيمة إلى معارضة ما جاء فيه المنهج متعلقاً بذلك، وقد وافق مؤتمر رجال اللغة العربية على ما جاء قيه المنهج مع التوصية بان تكون دراسة البديع عملية في خلال دراسة النصوص الأدبية.
معرض الفنون الجميلة:
أقام اتحاد خريجي الفنون الجميلة العليا، معرضه الأول بمتحف الفن الحديث بشارع قصر النيل. وقد افتتحه في هذا الأسبوع سعادة إلهامي حسين باشا.
ويضم هذا العرض مجموعة مختلفة من أعمال خريجي مدرسة الفنون الجميلة العليا في التصوير والنحت، ويتجه أصحابها في إنتاجهم اتجاهات مختلفة بحسب الشخصية الفنية لكل منهم، ولكنهم جميعاً يسيرون على مقتضى الأصول والثقافة الفنية التي تلقوها بمعهدهم. وهم يمثلون الجبة المحافظة بالنسبة لجماعة الفن المعاصر الذين يقتفون مذهب (السريالزم). وقد زرت معرض الفن المعاصر ثم زرت هذا المعرض، فوجدت الاختلاف بينهما بيدو على الأقل في وضوح الفكرة وظهور الجمال الفني في المعرض الثاني معرض الفنون الجميلة. ومما يذكر في أنصاف هؤلاء انهم يعيدون عن (الفوتوغرافية) ونقل الطبيعة كما هي، بل هم يتجهون في اكثر أعمالهم إلى رسم الخطوط المؤدية إلى الفكرة بصرف النظر عن الواقعية البحتة. وقد وقفت أمام كثير من تماثيلهم ولوحاتهم مأخوذاً بقوة