الجلسات ثم وقفت أعمالها إلى أن تعيد تأليفها في فبراير سنة ١٩٤٧ مع ضم الأستاذين منصور سليمان وزكي المهندس بك، والدكتورين عبد الوهاب عزام بك وعبد العزيز القوصي - إلى عضويتها. ووالت اللجنة عملها، ووضعت تقريراً ضمنته خلاصة أبحاثها ومقترحاتها في أغسطس الماضي. وعقد بعد ذلك المؤتمر الثقافي العربي الأول في لبنان، وكان هذا التقرير أساس مناقشات المؤتمر في مجموعها متفقة مع آراء اللجنة.
ورأت الوزارة أن تعرف آراء المشتغلين بتعليم اللغة العربية ومدرسيها الأوائل بالمدارس الثانوية ونخبة من مدرسيها، ليبدوا ملاحظاتهم عليها. وعقد رجال اللغة العربية بالوزارة مؤتمراً عاماً لهذا الغرض في فبراير الماضي، وانتهى المؤتمر إلى تأيد مقترحات اللجنة مع بعض التوصيات والرغبات التي رآها كفيلة بتنفيذ تلك المقترحات على الوجه الأكمل.
وأخيراً قدم الأستاذ إسماعيل القباني بك المستشار الفني لوزارة المعارف إلى معالي الوزير مذكرة لخص فيها محتويات التقرير ولا ملاحظات التي أبديت عليه في مؤتمر رجال اللغة العربية، كما ضمنها رأيه في تنفيذ تلك المقترحات، وقد وصف الأستاذ القباني بك ذلك التقرير بأنه ينم على جرأة في الأخذ بوسائل الإصلاح وميل إلى التجديد ولكن من غير طرفة.
وقد كانت اللجنة جريئة حقاً فنفذت إلى صميم مشكلات تعليم اللغة في المدارس، وقد خصت الأدب والبلاغة بأكبر قسط من التغيير فأدخلت على مناهجهما تعديلاً شاملاً يتناول أسسها، قالت اللجنة في تقريرها أنها (لاحظت أن دراسة الأدب تبدأ في المناهج الحالية بدراسة التاريخ دون أن يكون للتلميذ محصول كافٍ من الأدب ترتكز عليه وأنها قد شغلت مكاناً فسيحاً من مناهج الدراسة ونالت قسطاً كبيراً من جهود المعلمين والتلاميذ حتى طفت على دراسة الأدب فأصبحت الفائدة منه قليلة. الطريقة الطبيعية في الدراسة الأدبية أن تبدأ بدراسة الأدب نفسه وتجعل له الحظ الأوفر من الجهد والاهتمام) وعلى هذا الأساس وضعت اللجنة منهج الأدب في سنوات التعليم الثانوي بحيث يكون النص محوراً للدراسة، ويعتبر التاريخ على هامش الأدب.
واستعرضت اللجنة تطور النقد العربي وصلة النقد بالبلاغة، ووصلت إلى أن تدريس البلاغة بشكلها المألوف لا يحقق الهدف المقصود من هذا اللون من الدراسة وهو تربية