واستمرت المناقشة على هذا النحو أو على هذه (القافية) فمن قال انه من (المنسيين) وقال انه أحق من فلان (بالأقدمية) وقال ناشئ انه وان كان لا يطمع في التنسيق، ينتظر دوره في (تنميق التنسيق) وقال من يرضه أن يذكر مؤخراً: انه وان كان قد شمله حسن تقدير الباشا إلا انه يريد تصحيح الوضع حتى لا يتكرر في (الحركة) التالية تقديم من هو احدث عليه.
واستقر الرأي اخسراً على مطالبة معالي الأستاذ إبراهيم دسوقي أباظة باشا بإصدار تنسيق الأدباء فانهم يعرضون القضية على (مجلس الدولة) مع تكليف (العباس) بان يبلغ معاليه هذا القرار على جناح الرسالة.
صرخة في واد:
أصدرت لجنة البيان العربي ديوان الأستاذ غنيم (صرخة في واد) وهو الديوان الذي فاز بجائزة الشعر الأول في مسابقة مجمع فؤاد الأول للغة العربية سنة ١٩٤٧
وقد أهدى صاحب الديوان نسخة منه إلى السدة الملكية الكريمة، فتلقى من معالي رئيس ديوان جلالة الملك خطاباً يبلغه فيه شكر جلالته وتقديره السامي.
وشعر محمود غنيم يمتاز بعذوبة التعبير ووضوح الفكرة. وهو شاعر يحس إحساس الجماعة، فهو اكثر شعرائنا تناولاً المسائل القومية وتصويراً لأحوال المجتمع؛ وهو يتجه إلى هذا المذهب حتى فيما يصور فيه حياته الخاصة وما يحيط به، إذ يربط ذلك بالمائل الاجتماعية العامة؛ ويمزج كل ذلك بروح شعرية محببة إلى النفوس.
لذلك لم يكون ديوان غنيم، كما سماه، صرخة في واد.
الأدب والبلاغة في المدارس الثانية:
في سنة ١٩٤٥ ألف وزارة المعارف لجة لبحث وسائل ترقية اللغة العربية في المدارس الثانوية والابتدائية، والنظر في البرامج والكتب المؤلفة وتيسير قواعد النحو، وشكلت اللجنة برئاسة الأستاذ احمد أمين بك وعضوية الأساتذة الجارم بك وإبراهيم مصطفى وبعد الحميد حسن ومحمد خلف الله ومحمد علي مصطفى، وعقدة اللجنة بعد تشكيلها بعض