وأما الرجلان فما كانا يرقبان إلا موتها ليضعا يديهما على ثروتها الضخمة. فقد طال عليها انتظار موتها حتى امتد إلى الثلاثين عاماً. . ذاقا خلالها ألواناً من العذاب، وضروباً من الإهانات التي كانت تمطرهما بها عمتهما القاسية الشحيحة. حتى تبدد أملهما وظنا أن موتهم سوف يسبق موتها!.
وبينما هما يدمنان النظر إليها وهي تتابع أنفاسها المتلاحقة. إذ بجسمها يختلج، وصدرها ينقبض. فابتسم أحد الرجلين وهمس في آذن أخيه:
- أكبر ظني أنها في النزاع الأخير يا (موريس) فيرد عليه موريس شقيقه الأصغر:
- نعم، يا (شارلس) - لم يبق غير دقائق معدودة. فعلى ما يبدو لي أن ما نسمعه من أنين هو حشرجة الموت!. وفي هذه اللحظات، فاضت روح العجوز، فتنفس الشقيقين الصعداء. وغمر الفرح صدريهما، حتى كادا يبديان سرورها بالتهاني لولا أن اعتراهما الخجل. حينما أعلن الطبيب موتها بشيء من الألم.
- ٢ -
وما كادت جثة العجوز تواري التراب في صباح اليوم التالي، حتى أسرع الأخوان إلى مكتب محامي عمتهما للاطلاع على وصيتها. وقد أدهشهما أن استقبلهما ابن المحامي مبدياً اعتذاره عن والده إذ قال:
- إن أبي مريض منذ شهور. أظنكما أبناء أخي السيدة (سيفرين) لقد كنت أتوقع قدومكما وسآتيكما بالوصية بعد لحظات.
ابتسم ألا رجلان، وجلسا ينتظران عودة ابن المحامي. وكانت الدقيقة كأنها ساعة. حتى ابن المحامي يحمل غلافاً مختوماً، فقال وهو يفض أختامه.
- هل تريدان أن أقرا لكم الوصية أو أعطيكما إياها لقرأتها ودراستها؟؟. فأشارا بقراءتها:
فقال إذاً فسأصرف النظر عن القسم الخاص بمكافآت الخدم.
وأقرأ الشطر الخاص بكما فأمن (موريس)(وتشارلس) على رأيه. فاستطرد ابن المحامي يقول:
- أقول لكما أن شروط الوصية فيما يختص بكما من الغرابة بمكان؛ ولهذا أرى أن تقراها بأنفسكما. ودفع لهما الوصية. فأخذها (تشارلس) واخذ يقرا ما يلي: