سيارتي. ومضيت إلى المستشفى، ولما استعلمت من كاتب المستشفى عن (دريك) إلا لي انه نقل إلى المستشفى في صباح ذلك اليوم مصاباً بجروح قاتلة على اثر تصادم شديد بين سيارة كان يركبها، وسيارة نقل كبيرة، وان حالته تدعوا إلى اليأس!
ودخلت عليه في الحجرة. فإذا أرى بي شاباً ممدوداً فوق الفراش. يئن أنات الألم. ويتلوى كالأفعى من آلام الجروح. فلما رآني سكن ورسم على شفتيه ابتسامة الهزيل الياس، فابترني بقوله:
آه! إذاً فقد جئت أخيراً أيها المفتش بأول. يبدو أن الدهش يمتلكك لأنني اعرف اسمك، وأشار ألي بالجلوس. لقد كان شاباً جميل الوجه، مشرق الجبين، إلا انه كان بادي الإعياء من فرط ما ناله من آلام وما نزف من دمه. فاستطرد يقول لي:
(أنا (دريك) محامي قضية (سيفرين). أن بيني وبين الموت دقائق. ولكني اشعر برغبة ملحة في إشراك شخص آخر في سري قبل أن انطلق للاجتماع بعميلي في السماء؛ وقد هداني تفكيري إلى اختيارك لأبثك سري، وأوضح لك أمري، ولا سيما وأنت الرجل الذي قدم (تشالرس) إلى يد العدالة.
وأطال الشاب النظر إلى وجهي. ثم ابتسم بسخرية واستطرد:
- (يخيل إلى انك بدأت تفطن إلى ما أنت بسبيل قوله. نعم، أنا هو الرجل الذي كان يجب أن يوضع في حبل المشنقة بدلاً من (تشارلس) المسكين، ولكني لا اعني بذلك إنني الذي دسست السم لأخيه. كلا؛ أن (تشارلس) هو الذي فعل هذا، ولكني أنا الذي دفعته إلى ذلك، فقد كانت الوصية التي قرأتها على الرجلين مزيفة. كان المحامي المحتضر يتكلم بلهجة الساخر المتحدي، لا بلهجة النادم الباكي. ولا عجب فقد كان يعلم انه أصبح في مأمن من يد العدالة.
وواصل حديثه بقوله:
(أجل. لقد كانت الوصية مزيفة، فقد كتبتها بعد طوال تفكير. كتبتها على أمل أن تجني، وفعلاً جنت على نفسين لا ذنب لهما. لقد جعلت في محتوياتها شرطاً يكفي لحض (موريس) و (تشارلس) على أن يجني أحدهما على الآخر فيقتله. وهذا هو متمناي أن يقتل أحدهما الآخر. أما لماذا كنت أسعى لذلك، فالأمر جلي بسيط. ذلك أنني كنت قد بعثرت