للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجد أخاه في اشد حالات المرض. فاستشعر شيئاً من الندم. إلا أن بريق المال أطفأ تلك النار المتأججة. ولطالما بذل طبيب الأسرة مجهوداً جباراً لشفاء (موريس) إلا أن جهوده ذهبت أدراج الرياح. فذهب ضحية لشروط الوصية!.

على أن (تشارلس) لم يجد صعوبة كبيرة في إقناع الطبيب بان الوفاة كانت طبيعية. ولزم بعد ذلك الصمت بضع أيام. قلم يطالب بالإرث مباشرة خشية أن يثير ذلك الريب، ويحرك الظنون. وفي ذلك الظرف الذي كان (تشارلس) مقسم الفكر بين وخز الضمير وجاذبية المال اخذ الناس يتكلمون ويتهامسون. وسرى بينهم الشك والارتياب في أمر (تشارلس) وانتشرت الإشاعات في كل الأمكنة بان وفاة (موريس) لم تكن طبيعية. وانه مات مقتولاً بسبب شروط الوصية. ولم يمض وقت طويل حتى تلقى البوليس رسائل من مجهولين فيها، اتهام صريح (لتشارلس)، وأصدر قاضي المقاطعة أمراً باستخراج الجثة وتشريحها. وسرعان ما اكتشف أثار السم في أمعاء الميت.

وما كدت أواجه تشارلس بالاتهام حتى خارت قواه، واعترف بما جنت يداه. وقدمته للمحاكمة. فكان مصيره الإعدام. ولم يزداد قلي حرقة ونفسي ألماً حينما أتذكر ساعة قيادته إلى الإعدام. فقد استحال في تلك اللحظة إلى شبح مخيف.

- ٤ -

كف المفتش (باول) عن سرد القصة. فنظر أحد الجالسين إليه بحزن وقال:

- إنها قصة غريبة ومحزنة في وقت واحد!!.

- فنظر إليه المفتش باسماً متألماً. . وقال:

- في الواقع أن الباعث الأكبر على غرابة القصة لم يذكر بعد. فاستطرد يقول:

ومضت شهور. ونسى الناس كل شيء عن هذه القضية. إلى أن جاء يوم تلقيت فيه رسالة من رجل كان يعاني سكرات الموت في إحدى المستشفيات. قال الكاتب ف رسالته:

(أريد مقابلتك حتماً، فإن لدي معلومات خطيرة عن قضية (سيفرين). فاسبق بالمجيء اجلي. فقد يقول الأطباء. أن ساعتي محدودة.

وكان الخط من السقم بحيث لا يقرأ مما أكد لي أن حالة كاتبه جد خطيرة. فنظرت عجلان إلى التوقيع فإذا بي اقرأ (ستيفن دريك) وهو اسم لم يطرق سمعي قبل إلية. فركبت

<<  <  ج:
ص:  >  >>