الكتب للقراءة بشراء نسخة أو نسختين من الكتاب لمكتبة كل مدرسة من المدارس التي يلائمها الكتاب، وأكثر من يستفيد من ذلك هم الناشرون الذين اشتروا حق النشر أو أكثره من المؤلف، ومعنى شراء أكثر الحق أن للمؤلف نصيباً قليلا من الربح إلى الثمن المتفق عليه. ويستفيد من ذلك أيضاً كبار المؤلفين الذين ليسوا في حاجة إلى التشجيع لرواج مؤلفاتهم في السوق
ويبقى بعد ذلك طبقة من المؤلفين تستحق التشجيع ولا تناله وهم الذين لا يستطيعون أن يجازفوا بتحمل نفقات الطبع، ولا ترحب بهم دور النشر لعدم شهرتهم أو لعدم بريق مؤلفاتهم مع جودتها. ويكن تشجيع هؤلاء بأن تنظر الوزارة في مؤلفاتهم المخطوطة لتطبع ما تراه نافعاً منها. وقد فكرت الوزارة في شيء قريب من هذا، وهو أن تطبع ما لديها من كتب أدبية وثقافية عامة فاز أصحابها في مسابقات نظمتها، ولكنها لم تنفذ ذلك، والمرجو أن تكون الفكرة موجودة، وأن تتسع حتى تشمل غير ما فاز في المسابقات من الكتب الجديرة بالتشجيع، فهذا هو أجدى عمل في تشجيع التأليف.
اتجاه الباكستان نحو العربية:
كتبت من نحو شهرين عن جماعة الثقافة العربية بالباكستان ومما قلته إذ ذاك (وشعور المسلمين في الباكستان يتجه الآن نحو البلاد العربية، وقد بدا أخيرا في تأييدهم لقضية فلسطين، ولاشك أن اللغة العربية وآدابها وثقافاتها، هي أهم ما يربطها بالبلاد العربية، وهي وسيلتها إلى كتلة الجامعة العربية)
كتبت ذلك وأنا ألمح اقتراب هذه الدولة الناشئة من الفكرة واللغة العربيتين، وأرصد أبناءها كما يرصد الفلكي حركات نجم جديد. . . وقد قرأت عنها مقالا للأستاذ عبد المنعم العدوي في (البلاغ) يوم الخميس الماضي، جاء فيه (لم يسبق في تاريخ الهند الحديث أو القديم أن رجال الحكم فيها أدلوا ببيانات رسمية عن أهمية اللغة العربية، وحث أبناء المسلمين على تعلمها وفهمها فهماً صحيحاً كما هو الحال اليوم في حكومة باكستان الإسلامية الحديثة) والمقصود من هذا الكلام وهو بيان اهتمام رجال الدولة بنشر اللغة العربية، يدعو إلى الارتياح والسرور، ولكن ينبغي أن يذكر بجانب ذلك ما كان من إقبال مسلمي الهند على تعلم اللغة العربية منذ الفتح الإسلامي وقد نبغ منهم فيها كثيرون في الأدب وعلوم الدين.