رداً على ما جاء في ص ٧٦٩ من عدد (الرسالة) ٧٨٣ نورد ما يأتي:
قال الأستاذ محمد بك فتكري في تاريخ الجراكسة (ج ١ص ١٢) نقلاً عن المؤرخ الفرنسي (سن مارتن): أن الكرج والجركس واللزكي والججن فروع أصل واحد، وهم متحدد الأصل، وهم أقدم سكنه القوقاس. وقال أيضاً (ج ١ ص ٢٢): دلت التدقيقات العلمية والتاريخية على أن الجركس والكرج ينتميان إلى جد مشترك. وقال كذلك (ج ١ ص٣٨): قد ثبتت إقامة الججن منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد حيث يقيمون الآن، وكذا اللزكي. وقال أيضاً في (ج ١ ث ٦): أن لفظ الجركسي عنوان عام يشمل القبائل الأصلية القوقاسية فيكون (الجركس) يؤدي مؤدي (القوقاسي). وفي (عقد الجمان في تارخي أهل الزمان) للبدر العيني المؤرخ الكبير في (ج ١ ص ١٧٠) المحفوظ في دار الكتب المصرية (رقم ٧١ م): ومن الترك الجركس، وأصلهم أربع قبائل وهم (تركس) ويقال (سركس) و (أوركس) و (الآص) و (كسا) ويتفرع منهم بطون كثيرة. ثم سرد أسماء تلك البطون، وتلك القبائل الأربع في جوانب جبل القوقاس الأربعة، ففي الجنوب الشرقي (أركس)، وفي الشمال الشرقي (تركس)، وفي الجنوب الغربي (أس) - وبهم سمي الجبل (قوقاس) أي (جبل أس)، وفي الشمال الغربي (كسا) وهم الذين يسميهم الروس اليوم (سرقسيان) كما يسمون قبائل أركس اليوم (داغستان)، واتبع البدر العيني المصطلح القديم وهو إطلاق (الجركس) أصلها (جهاركس) ومعناها (الرجال الأربعة) في لغة الفرس. وتخصيص إطلاقه على قبائل (كسا) هو اصطلاح روسي حديث.
وحين قال ابن خلدون:(والجركس غالب عليهم) أراد غلبة إطلاق اسم (الجركس) عليهم. ونود أن نرى الأستاذ البرهان يتحدث ببرهان من الأسانيد التاريخية، فالتاريخ لا يكون طوع بنان أحد.