القوة الوحشية الغاشمة هي وحدها التي أخضعت الوحوش الضاربة التي تدعى بشراً، ثم خلفها القانون وهو نفس القوة، إلا أنها مقنعة. فالحق كائن في القوة. والذهب في عصرنا أعظم نفوذاً من الحكومات. والصفات السامية كالصدق والنزاهة هي عيوب ونقائص لا تصلح لنا هدفاً، وإنما القوة هدفنا، ويجب أن نتسلح بها للانقضاض على الأنظمة والشرائع وقلبها رأساً على عقب. وبسبب ضعف جميع السلطات في الوقت الحاضر يدوم سلطاننا لأنه مشيد على أسس متينة لا يمكن أن تنال منها الخدع والدسائس وقوة الشعب عمياء لا شعور لها وتنقاد إلى جميع الجهات ولا تقوم للمدنية قائمة إلا إذا قام فيها الحكم المطلق حكم الفرد. وعمالنا من معلمين وخدم ومربيات في دور الأغنياء ومستخدمونا في كل مكان، ونساؤنا في قاعات الملاهي يسوقون الشعوب إلى مهامي الانحلال الحلقي الذي يمهد لنا الوصول إلى أهدافنا. ويجب أن نتخذ العنف مبدأ والمكر والرياء قاعدة. ويجب أن لا نحجم عن الالتجاء إلى الرشوة والخداع والخيانة في سبيل بلوغ مآربنا. وينبغي الإقدام على اغتصاب ملك غيرنا إذا كان في ذلك ما يحقق سلطاننا. والقسوة التي لا تعرف اللين هي أول عامل في قوى دولتنا، وبها سنخضع جميع الحكومات لحكومتنا العليا.
موجز المحضر الثاني:
من مصلحة اليهود نقل الحروب إلى الميدان الاقتصادي لترى الأمم عظيم تفوقنا في هذا المضمار فيضطر الفريقان المتحاربان أن يكونا في يد عملائنا الدوليين، فنقبض على توجيه الشعوب إلى حيث أردنا. ولكي لا نقع في أخطاء سياسية وإدارية يجب أن لا تفوقنا العناية بآراء الشعوب وأخلاقها وميولها العصرية، مع المقايسة بين نتائج الماضي والحاضر.
وللصحافة قوتها التي لا تنكر، ولكن الدول لم تحسن الاستفادة من هذه القوة فوقعت في أيدينا، وقد استطعنا بواسطتها أن تحرز جانباً مدهشاً من النفوذ وأن نجمع الذهب الوهاج في قبضتنا.
موجز المحضر الثالث:
يجب أن نصل إلى فصل قوة الحكم البصيرة عن قوة الشعب العمياء لتفقد القوتان أثرهما،