وتصبحا عاجزتين كعجز الأعمى الذي يفقد عصاه. ولكي ندفع ذوي المطامع إلى إساءة استعمال السلطة وضعنا جميع القوى المتعارضة وجهاً لوجه وقوينا ميولها الحرة إلى الاستقلال، وشجعنا كل مشروع يؤدي إلى هذا الغرض وحولنا الممالك إلى ميادين للهرج والمرج. ومتى آن الأوان لأن نخلق بفضل وسائلنا السرية وذهبنا النضار ضائقة اقتصادية عامة، نقذف في نفس الوقت بجموع العمال الفقيرة إلى الشوارع في جميع البلدان الأوربية، فتقدم هذه الجماهير بلذة على قتل من هم في نظرها الساذج موضع حسدها وغيرتها وعلى نهب أموالهم، ولكنها لا تمس أتباعنا بسوء لعلمنا بساعة الهجوم ولاتخاذنا الحيطة للمحافظة على بني قومنا وإذا عدتم بالذكرى إلى الثورة الفرنسية وجدتم أن سر إعدادها لم يكن يخفى علينا لأنها كانت كلها من صنع أيدينا. ونحن الآن كقوة دولية في وضع منيع بحيث إذا هوجمنا في دولة دافعت عنا الدول الأخرى.
موجز المحضر الرابع:
يجب علينا أن نهدم الإيمان، وأن ننزع من النفوس المبادئ الإلهية والروحية، وأن نغرس بدلها حب الحسابات والحاجات المادية، وأن نشغل الناس بالأعمال التجارية والصناعية لتتجه الأفكار والمساعي إلى تحقيق المنافع الخاصة، فلا يشعرون بفتن عدوهم العام. ولتفكيك أوصال الجماعات المسيحية وتدميرها يجب أن تتخذ المضاربات قاعدة للصناعة فتخرج جميع الثروات التي تنتجها الصناعة وغيرها من حوزة أربابها إلى فوهة المضاربات فتبتلعها. وما هذه الفوهة إلا خزائننا.
موجز المحضر الخامس:
سيادة الاتحاد المسيحي علينا لا تطول مدتها لأننا بذرنا أصول الشقاق في كل مكان وأوجدنا التنافر بين مصالح المسيحيين المادية والوطنية، وأثرنا النعرات الدينية والعنصرية في بيئاتهم، وعلى كل حال لا تستطيع الدول اليوم عقد أي اتفاق مهما ضؤل شأنه بدون استطلاع رأينا وموافقتنا. يقول أنبياؤنا أن الله اصطفانا لنسود العالم ووهبنا النبوغ لتكلل أعمالنا بالنجاح. ولو كان لغيرنا مثل هذا لاستطاع مقاومتنا، ولكن القادم الجديد لا يساوي الساكن القديم. وسيكون القتال بيننا عنيفاً جداً بلا رحمة ولا شفقة مما لم يشهد العالم مثله.