للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أما أدعياء العبقرية فسيصلون متأخرين لأن المحرك الذي يدير الجهاز الحكومي غداً في قبضتنا، وما المحرك سوى الذهب، وحكماؤنا الذين وضعوا على الاقتصاد السياسي عرفونا تأثير الذهب العجيب في العالم. وهذا الذهب يجب أن يجمع الصناعة والتجارة في احتكاره، وهذا ما نحن ساعون إلى تحقيقه بواسطة أيد خفية لها اتصال بجميع أنحاء العالم. ومما يجب أن نعني به في حكومتنا العتيدة إضعاف الرأي العام بوسائل النقد والتقريع والمر، مع الاستمرار على هذا إلى أن تضمحل عادة التفكير، لأن التفكير يولد المعرضة. ويجب كذلك أن نشغل القوى العقلية بمناوشات خطابية عقيمة. والطريقة المثلى للاستيلاء على الرأي العام تنحصر في العمل على إقلاقه بأن يغمر بفيض من الآراء المتناقضة تأتيه من كل جانب باستمرار، فينتهي الأمر بضلال المسيحيين وغيرهم. ويجب أن نتخذ ما يجب لبلبلة الآراء واختلاف مسالك تربية النشء ليكون في كل أسرة اتجاهات متناقضة بحيث لا يستطيع الواحد فهم مراد الآخر، وبحيث لا يقوى كائن من كان على إعادة المياه إلى مجاريها، ومن تأثير هذه الطريقة وقوع الشقاق بين الأحزاب، وتفرق القوى المتجمعة ضدنا. أما ما يتعلق بثقافة البيئات المسيحية فعلينا أن نقبض على إرادتها بيد من حديد، ونتصرف في شؤونها بما يضممن وصولنا إلى أهدافنا.

موجز المضر السادس:

سننشئ مؤسسات للاحتكار تكون كخزائن للثروات الضخمة، ويكون لماليات المسيحيين الكبرى وللاعتمادات المالية للدول أوثق علاقة بها ليسهل ابتلاعها في غد أول نكبة سياسية ولما كانت الأرستقراطية المسيحية من حيث هي قوة سياسية قد اضمحلت فقد بقيت أملاكها العقارية، فهي تستطيع ما دامت موارد حرها أن تعرقل أهدافنا، فلا بد إذن من الاستيلاء على هذه الأملاك وحرمانها منها، وأنجح طريقة لذلك هي زيادة الضرائب. وللقضاء على صناعة غيرنا يجب تنشيط المضاربة واستثارة شهوة البذخ والترف، تلك الشهوة التي تلتهم الأموال بأقرب وقت. ثم نزيد أجور العمال، ولكنها زيادة لا ينتفعون منها، لأننا قد اتخذنا الحيطة لذلك برفع أثمان الحاجات الضرورية. ثم ندير معاولنا شطر الإنتاج لهدم أسسه، متوسلين ببعض الوسائل التي تمكننا من تعويد العمال الشغف بالمسكرات وخلق الفوضى. ولكيلا تنكشف حقيقة أغراضنا قبل الأوان يجب نتظاهر بالغيرة على خدمة طبقات العمال،

<<  <  ج:
ص:  >  >>