هذه الحال، وتسعى جهدهم لاقرار السكينة وتبذل ما وسعها البذل في سبيل السلام. ما لم تعترف بحكومتنا العليا، وانقسام الشعوب إلى أحزاب دفعها بجملتها إلى أحضاننا، لأن النضال الحزبي لا يقوم إلا على المال وهو في قبضتنا. والذي كنا نخشاه هو قيام الألفة بين قوى الطبقة الحاكمة المثقفة وقوى الشعب الغاشمة؛ ولكننا احتطنا لذلك فأقمنا جداراً وحالة ذعر بين الفريقين.
موجز المحضر العاشر:
يجب أن نقاوم النزعة إلى البروز الشخصي بدفع الشعب إلى مكافحة من يطوح به الغرور إلى إشهار نفسه بالفعل والكلام، والشعب لا ينقاد لسوانا مادمنا نكافئه على طاعته ويقظته. ويجب أن تكون خططنا سديدة، ولذلك لا نسمح بعرضها على جماعة يتناقشون فيها كالمجالس التشريعية فتخرج منها وفي طياتها آثار جميع الآراء الخاطئة. ويجب أن نتوصل إلى جمع الحكومات كلها تحت سيطرتنا لإلغاء جميع الدساتير القائمة، ومما يجب التوسل به لبلوغ هذه الأهداف إثارة الشقاق والعداء والبغضاء بين الشعب والحكومة، وخلق المجاعات وبث جراثيم الأمراض وتعميم البؤس في كل مكان.
موجز المحضر الحادي عشر:
يجب أن نطرح من قاموس البشرية: حرية الصحافة وحرية الضمير ومبدأ الانتخاب لنستطيع بسط سلطاننا المعصوم الذي لا يرجع إلى صواب ولا يعترف بخطأ. ويجب أن نقمع كل حركة تثار ضد هدفنا هذا: والله قضى علينا ونحن شعبه المختار بالتشتيت الذي سبب ضعفنا، ولكن هذا الضعف هو الذي ولد هذه القوة التي قادتنا إلى أبواب السيادة العالمية.
موجز المحضر الثاني عشر:
للحرية عند الناس معان شتى، فيجب علينا أن نحصرها ونحدها بقولنا: هي حق التصرف بما يجيزه القانون. وفي وسع القانون أن يبدع أو ينقض كل ما من شأنه أن يغاير روح بربامجنا وأغراضنا: وأما الصحافة فيجب أن نكمح جماحها ونجعل منها مورداً لدولتنا فنسن الضرائب الصحفية، ونفرض ضماناً مالياً على كل صحيفة أو مطبعة، ثم نفرض