للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الشيخ عبد الغني النابلسي وأخذ الطريقة الخلوتية ثم سكن بعد ذلك إيوان المدرسة الباذرائية وأخذ يدرس فيها فكثر طلابه ومريدوه.

وقام في سنة (١١٢٢هـ١٧١٠م) برحلته الأولى من دمشق إلى القدس وهي تشبه كثيراً رحلة أستاذه الشيخ عبد الغني النابلسي التي قام بها (١١٠١ هـ١٦٨٩م) وقد وصف فيها لنا الطريق، وما مر عليه من القرى والدساكر، وحالة الأمن ومرافقته الركب والغفرية، وخان عيون التجار الذي بناه سنان باشا، وهو خراب الآن يقع بالقرب منقرية شخبرة، ثم مدينة جنين لا حنين المحصنة، ثم تعرض اللصوص للركب، ثم طواحين وادي نابلس وكانت تسير على المياه وهي خراب الآن، ثم القدس، والحرم القدسي، وباقي المزارات، واجتمع وهو يدور مقام الإمام علي بن عليل العمري على ساحل البحر شمالي مدينة يافا بالشيخ نجم الدين بن خير الدين الرملي وكان نجم الدين مفتي مدينة الرملة حينذاك فدرس عليه الموطأ للإمام مالك. وقد جيء للشيخ بزنبق بري طيب الرائحة فقال إن والدي أي خير الدين قال فيه:

وزنبقة قد أشبهت كأس فضة ... برأس قضيب من زمردة عجب

سداسي شكل كل زاوية له ... على رأسها الأعلى هلال من الذهب

وعاد بعد ذلك إلى دمشق، ومنها إلى حلب ثم بغداد وانتقل سائحاً في البلاد الشامية، ثم دخل القدس ثانية سنة ١١٢٦. وكتاب رحلته الثانية، كما ألف كتابه ورد السحر المعروف (بالفتح القدسي والكشف الإنسي) وعمر بالقدس الخلوة التحتانية وكانت تقام بها الأذكار، ولها تعيين من خبز وأكل على تكية السلطان لمن أقام بها. وتزوج في القدس؛ وأرخ بعض رفاقه زواجه بقوله (زفت الزهراء للقمر).

وقدم من جهة دمشق وإلى مصر لزيارة القدس وهو الوزير رجب باشا، فزار صاحب الترجمة وصار له فيه اعتقاد، واصطحبه معه إلى مصر، فدخل مصر وأقام بها مدة، وأخذ عنه العلم والطريقة خلق كثير من أجلهم النجم محمد بن سالم الحفني. ثم زار السيد البدوي، ومن هناك إلى دمياط وأقام في جامع البحر وأخذ عن علامتها محمد البديري وأجازه إجازة عامة. ثم رجع إلى بلدة بيت المقدس عن طريق البحر وأقام فيها إلى سنة ١١٣٥ هـ. ونوجه إلى طرابلس الشام عن طريق البر ومنها إلى حمص وحماه، ونزل في بيت يسن القادري

<<  <  ج:
ص:  >  >>