الكيلاني شيخ السجادة القادرية وأخذ عنه الطريقة القادرية ومنها إلى حلب وكان واليها الوزير رجب باشا المتقدم ذكره. وأخذ عنه جماعة منهم الشيخ أحمد خطيب الخسروية الشهير بالبني. ثم توجه إلى دار السلطنة العلية فيها، وكان يتنقل بين مدارس، ويعكف على التأليف والإرشاد، وكلما سكن في جهة وشاع خبره يقصده الناس فيرتحل إلى غيرها. وفي سنة ١١٣٩هـ رجع عن طريق البر إلى حلب ونزل في الخسروية ثم توجه إلى بغداد ونزل في القادرية. وجاءه كتاب من شيخه عبد الغني النابلسي يحثه على العودة إلى الشام لأجل والدته فعزم وتوجه إلى الموصل فحلب فدمشق وحن إلى الأرض المقدسة فرحل متوجهاً إلى القاع العزيز وبلاد صفد سنة ١١٤٠ هـ وفي تلك السنة ولد له ولد هو الشيخ محمد كمال الدين.
وأقام في القدس يرشد ويصنف إلى سنة ١١٤٥هـ حين عزم على الحج مع رفقائه ومنهم (حسن بن مقلد الجيوشي)(الجيوشي الآن) شيخ ناحية بن صعب (قضاة طولكرم وأصلها طور كرم وهو الأصح) فتوجه إلى المزيريب ومنها إلى المدينة فمكة وعاد مع الركب الشامي إلى القدس.
وفي سنة ١١٤٨هـ سار للبلاد الرومية (تركيا الآن) فمر على بلاد صفد ودمشق، ثم دار السلطنة، وتوجه منها بحراً إلى الإسكندرية فوصلها في ثمانية أيام، ومنها إلى مصر. وعزم بعد ذلك على الرجوع للشام فدخل القدس، وكانت له بنت رآها مريضة وقد توفيت بعد ذلك فحزن عليها كثيراً. وفي سنة ١١٤٩هـ وجه إلى أرض الكنانة وصحبه جمع كثير، وظهرت كلمته، ولما جاوزا المائة ألف لم يعد يحصيهم. وحج وعاد إلى دمشق، وكان واليها إذ ذاك سليمان باشا العظمى (العظم) فنزل قرب الخانقاه السمساطية وتحول بعد ذلك إلى نابلس فمكث فيها مدة. وفي سنة ١١٥٢هـ توجه إلى القدس وبقى بها إلى سنة ١١٦٠هـ. ثم سار إلى مصر والساحل الشامي، فوصل مصر ونزل قريب الأزهر. ولما وصل قرية الزوابل تلقاه الأستاذ الحفني مع خلائق كثيرين من علماء مصر، وأقام يرشدهم ويزدحمون على بابه وقل من يتخلف عن تقبيل يديه. وفي سنة ١١٦١ عزم على الحج. وأذ الطريقة النقشبندية عن مراد الأزبكي النجاري النقشبندي، وكان ينفق عن سعة، مثل أرباب لثروة وأهل الدنيا، ولم تكن له جهة يعرف منها كيف يفي بأدنى مصرف من نفقاته. وتوفي سنة ١١٦٢هـ بعد