ولعلك تشتاق إلى معرفة طريقة الدفن، ولشرحها نقول في إيجاز: تشق الأرض على شكل أخدود أو حفرة أو قبر أو كما شئت فسمه، ثم ينصب حول هذا القبر المزعوم سياج من أعواد النخيل يسقف ويغطى من الجوانب بأغطية كثيفة تحجب أشعة الشمس عنه، ويكون في شكله أشبه شيء بالتابوت، ويترك حتى يبرد أديمه، ثم يأتى بالشخص المراد دفنه، وبعد أن يجرد من جميع ثيابه يضطجع ويهال عليه التراب ويدفن كل جسده ما عدا رأسه ووجهه، ويستمر على هذه الحال بضع دقائق يضيق خلالها نفسه، وتسري في جسمه حرارة خفيفة في بدء الأمر تأخذ في الاشتداد كلما طال مكثه، ويشرع في إخراجه متى بدت عليه مظاهر التعب والضيق. والمدة المحددة لدفنه تستغرق ما بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة. وبعد خروجه من ذلك القبر يكون مغبر الصورة معفر الوجه والبدن ملبداً بالتراب الممزوج بالعرق في شكل يثير منك الضحك والعجب وبعد الانتهاء من الحمام يشعر بخفة في بدنه وسرور يغشى نفسه، ويلتهم بعد ذلك طعامه بشهية ونهم عجيبين، وتكرر هذه العملية مرة أو مرتين أو مرتين في اليوم على حسب استطاعة المرء ورغبته، وهي تفيد - على الوجه الأصح - جميع لأمراض العصبية والروماتزم والفالج، ولعل مفعول هذه الحرارة المكتسبة من الدفن يقرب في الغالب - على ما أظن - من مفعول الحمام الشمسي في معالجة هذه الأمراض. ويبتدئ زمنه المناسب من الساعة الثامنة صباحاً والساعة الخامسة في المساء في الزمن الذي تلائم فيه الحرارة الجسم. والدفن ضروري للمرضى. أما ما عداهم فعلى سبيل التسلية والرياضة، ومع ذلك فمنفعته لا يستهان بها في الفتك بالأمراض عند بدئها وإزالة الضعف والنحافة وتقوية العضلات والبدن.