من ذلك على حين تترامى إلينا من هوليود أنباء تنمي بنشاط الصهيونيين في الدعاية بوساطة الأفلام لقضيتهم الخاسرة. وقد أمرت وزارة الشئون الاجتماعية بمنع عرض الأفلام التي يظهر فيها الممثلان من هوليود يقومان بالدعاية الصهيونية.
فهل يكفي أن نمنع أفلام الدعاية اليهودية من العرض في مصر؟ وماذا فعلنا نحن في هذا السبيل؟ ماذا فعلنا لنقل مشاهد المجد العربي على الشاشة البيضاء؟ وأين السينمائيون المصريون؟ أما شبعوا من عرض المباذل والخيانات الزوجية. وإذا كانت وسائلهم قاصرة فأين وزارة الشئون الاجتماعية التي تحرص على الإشراف على الشئون الفنية؟
إن هذا الموضوع لجدير بنظر اللجنة الثقافية بجامعة الدول الغربية، لأنه يحقق الأهداف التي ترمي إليها من نشر الأفلام السينمائية بالبلاد العربية، بل يجب أن يبدأ به ويوجه إليه كل الاهتمام، فينفق في إنجازه كل المال المعد لنشر الأفلام السينمائية المتقدمة.
مصر تطل على العالم
تناول الأستاذ محمد رفعت في حديثه (مصر تطل على العالم) بالمذياع يوم الأحد الماضي موقف مجلس الأمن من قضية فلسطين، فقال إن هذا المجلس الذي يرغي ويزبد الآن لأن الأمم العربيةلم تقبل مد الهدنة، هو الذي يغضي عن تصرفات الأمم الكبيرة المخالفة لميثاق هيئة الأمم المتحدة، في حين أن الدول العربية لم تخرج عن هذا الميثاق لأنها تدافع عن كيانها وتعمل لاستتباب الأمن في جزء منها طبقاً للمادة الثانية والخمسين من الميثاق.
وقال الأستاذ إن الأمم الكبيرة شكلت هيئة الأمم المتحدة لتنهي آثار الحرب وتحل المشكلات العالمية، ولكنها إلى الآن لم تستطع أن تعقد الصلح مع ألمانيا والنمسا واليابان بل لم تستطع أن تحل المستعمرات الإيطالية، ومع أن هذا لا يحتاج إلى مفاوضات مع الأعداء بل يفرض عليهم فرضاً، وذلك للخلافات بين الأمم الكبيرة الناشئ عن مطامعها الاستعمارية. وفي الوقت الذي تعجز فيه الهيئة ومجلس أمنها عن كل ذلك، تريد أن تجعل من هذا المجلس أداة تخويف وإنذار للدول الصغيرة والمتوسطة، فنرى لأعضاء فيه من أولياء الصهيونية يهددون العرب بالقوة ويلوحون بالعقوبات، ولكن هذا المجلس المهيض الجناحين لن يستطيع الطيران وإذا هو حاول فسيسقط سقطة لا قيام له منها، لأن العرب أصروا على تخليص فلسطين من الصهيونية مهما كلفهم ذلك.