أذاعت الإذاعة المصرية في أول يوم من شهر رمضان برنامج (مواكب رمضان) من تأليف الأستاذ طاهر أبو فاشا وإخراج الأستاذ محمد محمود شعبان، ومعظم هذا البرنامج أغنيات رمضانية تمثل ألواناً من أغاني الشعب في رمضان، يتخلل هذه الأغنيات حوار قليل يقصد منه الانتقال من جو أغنية إلى أخرى، ولكنه جاء مع ذلك مسبوكا محبوكا.
ولدى الإذاعة برامج خاصة كثيرة، نفضت عنها الغبار، وشرعت تقدمها في فترات مختلفة إلى جانب هذا البرنامج الجديد، فبدا الفرق واضحاً بينه وبينها، فأغنيات (مواكب رمضان) تمتاز بالجمال الفني وتقوم على المعاني الرفيعة، لأن المؤلف لم يعمد إلى الأذكار و (وحوي) وغير ذلك لينقله كما هو بل هو يضفي من نفسه على الصور الشعبية ما يرضي الذوق الخاص إلى الإمتاع العام، فبدل أن تسمع في أحد تلك البرامج (حنن علينا يا كريم حنن علينا) تسمع في مواكب رمضان (هل الهلال وبان) وقد برع الملحن في هذه الأغنية وأداها (الكورس) أحسن أداء.
من طرف المجالس:
كان من شجون الحديث في هذه الجلسة، كتابات بعض كبار الكتاب في هذه الأيام، من حيث إسفافهم وعدم عنايتهم بالتجويد كسابق عهدهم، فحكى الأستاذ كامل كيلاني الطرفة الرمزية الآتية:
كان أحد العمد بالقاهرة، فذهب إلى دكان للحلاقة، ولم يعبأ الحلاق به لمظهره القروي، فحلق له دون عناية. ونهض العمدة وأعطى الحلاق جنيهاً وخرج لسبيله.
وبعد أيام عاد العمدة إلى الدكان، فاستقبله الحلاق أحسن استقبال، واجتهد أن يعوض تقصيره في المرة السابقة، فبذل له غاية العناية. ونهض العمدة وأعطى الحلاق مليماً. فدهش الحلاق وبسط يده بالمليم متسائلاً، فقال له العمدة، هذا المليم للحلاقة الماضية، وذلك الجنيه لهذه الحلاقة.