أيام على صيامه حتى انتهى الخلاف بتسوية تسلم بانتخاب المنبوذين في مناطق الهندوكيين، على أن يكون لهم عدد معين من المقاعد في المجالس الإقليمية التشريعية.
وإذا حاولنا أن نتكلم عن كل صيام صامه غاندي، استعرضنا مختلف مشاكل الهند الحديثة سواء أكانت اجتماعية أو سياسية أو طائفية أو دينية، لأن غاندي لم يترك مشكلة لم يتعرض لحلها، فإذا ما أحس أن هناك مشكلة ستحل بطريقة تتعارض مع مصلحة الهند والهنود فإنه يتفادى مقدما نتائجها الوخيمة، ويعلن الصوم حتى تحل هذه المشكلة حلا يقع نفعه على الهند، أو إذا ما تصادم المسلمون والهندوكيون أو اندلعت نيران الثورة الطائفية، وهاجت النفوس، أكثر واشتدت المجازر فإن صيامه يبعث الذعر في قلوب ملايين الهنود مما يبعثه وابل من القنابل، فيضع حداً للمذابح، ويسكن النفوس الهائجة، ويستحيل بفضله الحقد إلى حب. وذلك كله يؤكد زعمنا بأن غاندي أخرج التعاليم الدينية من عالم المعابد إلى عالم الحياة الواقعة، وأعطى الصوم الديني حقيقة عملية، وجعل له وظيفة نافعة في الحياة الاجتماعية والسياسية، واتخذ منه سلاحاً يقوم به أخلاق الناس، ويهدئ من هياجهم، ويمحو الحقد والبغضاء من قلوبهم.
عبد العزيز محمد الزكي
مدرس الآداب بمدرسة صلاح الدين الأميرية بكفر الزيات