طائفة من الناس شعارهم المحبة والتسامح والمودة وكرم النفس والترفع عن الصغيرة والشجاعة في الحق وعفة القلب واليد واللسان، ويجعلون خير الناس مقدماً على خير أنفسهم، والعمل للناس قبل العمل لذواتهم وأشخاصهم وأطماعهم.
طائفة من الناس تقوم حياتها على الإيثار والتضحية، والنصيحة بالعمل قبل القول وبالمثل والقدوة قبل الدعوة والتمثيل.
طائفة من الرجال يحسون ويدركون علة هذه الأمة الإسلامية وأسباب جمودها وتخلفها وجهالة العوام فيها وتواكلهم وضعف إيمانهم وانصرافهم عن المفيد النافع من شؤون الحياة، واستهتار الخواص وأنانيتهم وجحودهم، ويعملون على خلاص هذه الأمة الإسلامية مما هي فيه من جمود ومن جهالة ومن أنانية وجحود.
هذا هو الإصلاح للأزهر وهذه سبيله.
فهل أنا مخطئ إذا أقول أن الأزهر لم يصلح؟. .
وهل أنا متشائم إذ أقول متسائلاً إن بين الأزهر وبين الإصلاح شأواً بعيداً وبوناً واسعاً ومرحلة طويلة جداً، وأني لست أدري هل إلى هذا الإصلاح سبيل؟. .
أما الخطأ فأني لست مخطئاً، ولا أعتقد أن أحداً يرى غير ما أرى وهو منصف مدرك.
وأما التشاؤم والتفاؤل فليس عندي عليهما جواب، وقد تجيب عني الحوادث والأيام.