استنبطها سهل من قول الله (وإنَ من شيء إلا يسبح بحمده) وما موقفه بعد ذلك بيد يدي نفسه حين يرى أنه بالنسبة إلى غيره ليس في العير أو النفير! مسكين مسكين!!
وإذا غرق العارف في لجج الصبوة لم يجد في قلبه فرغاً يسع شيئاً آخر غير ما هو في سبيله، ولذلك كان الصوفيون رهباناً لا يتزوجون ولا يتنعمون، مع أنهم ينضوون تحت لواء الإسلام؟؟
هل سمعتم تحذير مالك بن دينار من لزواج؟ وهل فكرتم في علة ذلك؟ لأنه يرى اللذة الجسدية سبة نكراء لا يميل إليها غير الدهماء، أم ترى ماذا يكون.
إن القوم مكبلون لما ورد في الكتاب والسنة من الترغيب في الزواج فبأي سلاح دافعوا عن مبدأيهم الغريب؟.
لا يستطيع السامع أن يظفر منهم في هذا الموضوع بغير الأساطير، وللأساطير في نفوس العامة فعل السحر، فهي تقوم مقام الآيات والأحاديث، إن لم تفقها عندهم في بعض الأحايين، وفي آدميين من سلبوا العقل الناصح فهاموا كالدواب!!
وأقرأ هذه (الخرافة) أمام عامي ساذج فستجده ينجذب إليها أتم انجذاب، وربما ندم على ما فرط في جنب الله حين أقدم على الزواج.
(قال بعضهم كنت في زاوية بمصر فخطر بقلبي أن أتزوج، وقوي عزمي على ذلك. فخرج من القبلة نور لم أرى مثله، وإذا بيد فيها نعل من ياقوته حمراء وشراكها من زمرد أخضر مرصع باللؤلؤ، ثم سمعت هاتفاً يقول: هذه نعلها، فكيف لو رأيتها! فذهبت عني شهوة النساء).
فما معنى هذه الأسطورة؟ وهل يحرم من الحور في الجنة من يتصل اتصالاً شرعياً بالنساء؟ هذا جائز جداً في منطق البلهاء.
أن القلب لا يتسع لأكثر من واحد، فلا على الصوفي إذا قنع بمحبة ربهن ولكن ما ذنب العامة من الدهماء؟
أن للقوم شطحات وشطحات، ولا حيل لهم فيما يشطون به من الآراء، فقد تفرد الله وجده بالكمال. ومن ذا الذي ترضى جميع سجاياه؟
وبعد فقد حاولت أن أروح عن نفسي بكتابة هذا البحث، فقد حبب إلي أن أقوم بجولة