والواقع أن هذه التصرف عجيب، فهو مخالف للرسميات التي تقضي باستعمال اللغة العربية، وهو مناف للكرامة القومية، وأنا أريد أن أسأل هؤلاء الذين تجري أيديهم بالحروف والأرقان الإنجليزية دون العربية على الظروف والأوراق والبطاقات: هل يمكن أن يكتب إنجليز عل أوراق امتحاناتهم بالعربية؟ والجواب لا قطعاً لأنهم يحترمون أنفسهم ويشعرون بذاتيتهم.
يظهر أننا لسنا محتاجين إلى الجلاء عن الأراضي فحسب، بل نحن في حاجة أيضاً إلى الجلاء عن بعض العقول!
ذكرى حافظ:
تقع هذا الأسبوع ذكرى شاعر النيل حافظ إبراهيم، فقد نعى في الواحد والعشرين من يوليه سنة ١٩٣٢، فهذه الذكرى هي السادسة عشرة. وقد جرينا على عدم الاهتمام بذكرى شعرائنا وأدبائنا، ومن نهتم به لا نحتفي بذكراه الاحتفاء اللائق.
ولم يبد إلي الآن ما يدل على الاهتمام بذكرى حافظ؛ وقد كانت محطة الإذاعة تحيي ذكراه بأن (يغرد) أحد مذيعيها بعض أشعاره. . . ولكنها في هذا العام نسيته نسياناً تاماً.
حافظ وشوقي:
وقد أخرج - في هذه المناسبة - الأستاذ حسن كامل الصيرفي كتابه (حافظ وشوقي) الذي درس فيه الشاعرين دراسة مقارنة فصل فيها القول في النواحي التي اشتركا فيها أو تقاربت صورة المشاركة، فتحدث عن ديباجة الشاعرين، وثقافتهما، وشعرهما السياسي، والطبيعة في شعرهما، والمرأة وأثرها في كل منهما؛ وصدى الحوادث عند الشاعرين، كحادثة دنشواي، ووداع كرومر، ووفاة مصطفى كامل؛ وأثر التاريخ المصري القديم والتاريخ الإسلامي في شعر كل منهما، وما إلى ذلك من الموضوعات التي طرقها الشاعران.
أكاديمية العلوم التاريخية:
تلقت وزارة المعارف من رئسي مكتب البعثات المصرية بلندن، نص الكتاب الذي أرسله إليه رئيس لجنة المراجع في أكاديمية العلوم التاريخية، وفيما يلي ترجمة هذا الكتاب: