للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المقالات الأدبية، ولا يصدق على جميع الفصول التي تكتب في حيز المقالة المستقلة.

فالكلمات التي تطلق على المقالة في اللغات الأوربية يوشك أن تفيد كلها معنى المحاولة والمعالجة. فكلمة وكلمة وكلمة بل كلمة وهي تترجم أحيانا بمعنى الدراسة لا يعدو القصد منها في بداية وضعها أن تفيد معنى المحاولة التي يعوزها الصقل والإيجاز، وكلها مستمدة من أساليب معامل النحت والتصوير، يريدون بها الرسم الذي يخطط الصورة قبل تلوينها، أو النموذج الذي يصب التمثال على مثاله، وينقلونها إلى الموضوعات الأدبية على سبيل الاعتذار لا على سبيل الاشتراط. كأنهم يتقون نقد الناقد بهذه التسيمة، فلا يحاسبهم على كتابتهم بحساب العمل المتمم الذي استوفى نصيبه من الإتقان، كما فعل الفيلسوف مونتاني أبو المقالة الأدبية، حين سمى فصوله بالمحاولات، لأنه يراها دون ما ينتظر من مثله من التحقيق والاستيفاء، لا لأنه يحقق بها شرطا يتقيد بها الكاتب ولا يجوز له أن يخرج عنها.

وكلمة وهي أبعد قليلا من هذا الغرض، تفيد معنى الفاصلة أو الجزء، ويقابلها عندنا معنى (الفصل) الذي يستقل بموضوعه، ولا يشترط فيه أن يكون فصلا في كتاب مطول تتممه فصول.

لكن هذه المعاني لا تستوعب أغراض المقالات كلها في الكتابة الأوربية أو في الكتابة العربية.

فمقالات باكون وماكولي وأرنولد وسان بيف ليست كلها من هذا القبيل. بل مقالات (وليام هازليت) نفسه على مساهمته في أدب المقالة كما يعرفها الدكتور زكي نجيب، لا تجري كلها على هذا النسق، وفيها ما هو أشبه بالبحوث والرسائل في حيز صغير.

ولا يخفى أن البحث لا يشترط أن يكون كتابا ضخما أو كتابا صغيرا في عدد الصفحات، فإذا جاز أن يتم البحث في حيز مقالة، فليس ما يمنع انتظامه في عداد المقالات.

لهذا نقول: إننا في حاجة إلى اسم غير اسم المقالة للدلالة على نوع المقالات التي يعينها الأستاذ نجيب.

فهل نسميها العجالة؟ أو نسميها النبذة؟ أو نسميها الأحدوثة؟ أو نسميها الأملية؟ أو نسميها المسامرة؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>