تهدداننا بالعقوبات الاقتصادية. هل إحداهما الأكثر نفاقا تعلم أننا لا تعبأ بالعقوبات الاقتصادية لأن عندنا عقوبات لهما أقوى منها. وتعلم أيضاً إننا نستغني عن استيراد أي شئ من الخارج. فعندنا أرض تنتج الغلال، وإن احتجنا إلى غذاء نأكل الحجارة. وعندنا قطن وصوف ومعامل لغزلهما ونسجهما. وإن احتجنا إلى كساء ننسج من الخيش ملابس. وعندنا النفط والقطن وهم لا يستغنون عنهما. فواحدة باثنتين.
أيها العرب لا تيئسوا فلكم من الله ما يقيكم شر أولئك الأشرار. اصمدوا ولا تجبنوا ولا تحسبوا حسابا لتهديدهم لا تتكلوا على سلاح الحق فخصومكم لا يقيمون للحق وزنا. ومجلس الأمن ليس محكمة لوضع الحق في نصابه، ولا هو ميزان العدالة.
إني أكاد أنشق غيظا حين أرى أعداءنا يقيمون بيننا يقاسموننا رزقنا، ولهم النصيب الأوفر منه. وهم يكيدون لنا ويغدرون بنا. وكل يوم عندنا ببينات على خبثهم وغدرهم، ليس في فلسطين فقط بل في سائر البلاد العربية. وقد تمادى كيدهم حتى رموا القاهرة بقنابلهم.
كيف نسمح لألد أعدائنا أن يعيشوا بيننا ويغدرون بنا ونحن سكوت لا نتكلم ولا نعمل؟! يجب طردهم ومصادرة أموالهم. فهم قوم لا إنسانية عندهم ولا رحمة ولا شفقة. لقد رأيتم ما كان من توحشهم في دير يس وطبريا وغيرهما. فاعلموا إنكم سترون أضعافه إذا ثبت لهم قدم في وسط البلاد العربية.
أما أنتم أيها الأمريكان المغفلون والإنكليز البلداء وأمثالكم فبعد عشرين سنة ستقولون: حقا أننا عادينا العرب ظلما وعدوانا. وستكرهون اليهود كما كرههم الألمان قبلكم. وسيقوم فيكم هتالرة يفعلون بهم أكثر مما فعله هتلر الألمان فيهم - غفر الله له!