الحكومات بجميع أنواعها على الهيمنة عليه وعلى الطرق التي بدون بها هذا العلم، ومن أهم الطرق المعروفة والتي دونت بها كتب التاريخ الطرق الآتية:
١ - الطريقة الثنائية الثيوقراطية في التاريخ، وهي من أقدم الطرق الشائعة حتى اليوم في تدوين التاريخ. وهي الطريقة الرسمية للكنيسة الكانوليكية، ولآباء الكنيسة منذ عهد القديس أوغسطين (٣٥٤ - ٤٣٠م) منظم هذه النظرية وواضعها، وقد سيطرت على عقول المؤرخين المسيحيين طيلة القرون الوسطى. ولا زالت تسيطر على عقول كتاب الكنيسة حتى اليوم.
والسبب في تسميتها (ثنائية) أنها تصورت وجود مملكتين (مملكة الله) ومقرها السماء، و (مملكة الشيطان) ومقرها العالم السفلي أو الأرضي، ورئيسها (الشيطان) وهي دولة معادية للخالق وفي حرب مستمرة مع أنصار الله. وقد تأسست هذه الدولة بسقوط لوسفر السماء إلى الأرض، وكان (قابيل) قاتل أخيه (هابيل) أول مواطن في هذه المملكة؛ لأنه استجاب داعي (إبليس) فقتل أخاه، وهو بهذا أول قاتل على وجه الأرض. وأما (هابيل) المقتول فإنه من مواطني مملكة اله. إذ غفر الله له الخطيئة التي ارتكبها آدم وشمله بعفوه ورحمته وأودعه مملكته في المساء.
ودولة (إبليس) على سطح الأرض قائمة ولا زالت تحاول بسط نفوذها على ممالك الكرة الأرضية، وكانت أولى الدول التي استجابت نداءه دول آسية والقيصرية اليونانية - الرومانية. وقد تمكن إبليس بفضل أساليبه المغروفة في الإغراء والهيمنة على العقول من السيطرة على عقول حكام هذه الدول إلى أن ظهر (المسيح) الذي جاء لإنقاذ البشرية وإعادة مملكة الله على هذه الأرض ولرفع (الخطيئة) عن أعناق البشر. فأبى أعداء الله إلا إجابة دعوة إبليس، وقد انتقلت دعوة المسيح إلى الكنيسة فهي التي ترعاها وتدافع عنها وتسعى لتأسيس مملكة الله من جديد ونشر مبادئ الله بين المذنبين.
وقد قسمت هذه النظرية البشر أفراداً وجماعات إلى طائفتين: طائفة أبناء الله) وهي التي آمنت بالله وعملت وفق أحكامه وأوامره وسعت لنشر مبادئه بين الأمم الأخرى، وهي تحب الأمن والسلام وترجو العافية في كل مكان وتبتغي حياة الاستقرار ونشر المحبة، وطائفة (أبناء إبليس) أو (أبناء الشيطان) وهي التي استجابت لدعوة الشيطان وتحزبت له وتجندت