نسخت هذه النسخة لخزانة صاحب الحبس أبي عبد الله إبراهيم ابن محمد بن حسين بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الحكم الكناني.
وقد انتقلت النسخة بعد ذلك إلى (أحمد بن محمد بن عبد الكريم) ثم (سلمان بن إبراهيم بن سلمان) وانتهت إلى وقف السيد أحمد الموقت المقدسي المتوفى سنة ١١٧١هـ، وكان للسيد المذكور خزانة كتب نفيسة، وآلت في النهاية إلى خزانة الكتب الخالدية منذ أوائل هذا القرن.
ومما لاشك فيه أنها نسخة معتبرة لأنها نسخت عن نسخة بخط الآمدي كتبها للوزير ابن الفرات وهو قريب عهد بالمؤلف. كما أنها عورضت بنسخ أخرى معتبرة.
من هو ابن الأعرابي؟
يصفه لنا ابن النديم في فهرسته ص ١٠٢ وابن النديم من رجال القرن الرابع ألف كتابه العجيب سنة ٣٧٧هـ وتوفى سنة ٣٨٥هـ.
فيقول (إن أبا العباس ثعلب وهو تلميذه شاهد في مجلس ابن الأعرابي وكان يحضره زهاء مئة إنسان، فكان يسئل ويقرأ عليه، فيجيب من غير كتاب، وقد لزمه بضع عشرة سنة، ولم ير في يده كتاباً!).
ويقول إنه مات (بسر من رأى) وقد أعلى على الناس ما يحمل على جمال. ولم ير احد في الشعر أغزر منه، وقد قرأ على القاسم ابن معن وسمع من المفضل وذكر أنه ربيبه وكانت أمه زوجة المفضل وإنه ولد سنة ١٥٠هـ وهي الليلة التي مات بها أبو حنيفة ومات ٢٣١هـ، ثم ذكر كتبه على ما سيأتي في آخر المقال.
أما عبد الرحمن بن محمد الأنباري المتوفى سنة ٥٧٧هـ صاحب نزهة الألباء في طبقات الأدباء (ص٢٠٧ - ٢١٣) فقد قال إنه كان مولى لبنى هاشم، وإنه من أكابر أئمة اللغة، وإنه أخذ عن الكسائي كتاب النوادر وعن أبي معاوية الضرير، وأخذ عن ابن ثعلب أحمد بن يحيى وهو الذي أملى هذا الكتاب. وإذا أخذنا بقول الأنباري، جاز أن تكون هذه النوادر للكسائي أخذها عنه تلميذه ابن الأعرابي ولا بد من مقابلة هذه النوادر بنوادر الكسائي في كتبه الثلاث لتصح هذه النظرية.