للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تختار أحد أمرين: إما أن تقبع في بيتها تنتظر حظها من الزواج، وإما أن تسكن دير ياسين لتتابع كفاحها في سبيل العلم والصحة.

ولم تتردد والفتاة كثيراً فحملت بعض أمتعتها ورحلت إلى القرية، وسكنت في غرفة من غرف مدرستها.

وفي هذه الغرفة عانت المعلمة أنواعا شتى من الحرمات وشظف العيش. . . أما الضوء فكان مصباح الزيت. . وأما التدفئة فكان الحرام تلفه على نفسها وهي تراجع الدفاتر، وتعد الدروس.

وانتشرت الحوادث بسرعة إلى أن شملت دير ياسين أيضا. . . ولما كانت هذه القرية محاطة بأربع مستعمرات يهودية. خشيت خيانة جيرانها فألفت من فتياتها وفتيانها حامية وكانت حياة من أركانها.

قالت لي ذات يوم: حدث بينما كنت أتدرب على إطلاق النار من البندقية أن أخطأت الهدف وراحت الرصاصة تزغرد في مستعمرة مجاورة!. .

ومضت أيام وأسابيع تأزمت في أثنائها العلائق بين دير ياسين والمستعمرات التي حولها، ولم يدر القرويون أن القيادة اليهودية قد اختارت قريتهم كبدء مرحلة جديدة في خططها (العسكرية).

وعند الساعة الثالثة من صباح يوم قاتم أطبق ألفان من اليهود المسلحين بالبنادق السريعة الطلقات والخناجر، على سكان القرية النيام، ونشبت بينهم وبين الحامية معركة لم تدم طويلا، فتغلب المعتدون على المناضلين القرويين، وبدأت المجزرة!. .

أما حياة فما إن سمعت أزيز الرصاص وانفجار القنابل حتى هبت من فراشها وهي في قميص النوم، وهامت على وجهها في الحقول وبين التلال. . . وبعد لحظات وجدت نفسها في مكان أمين خارج القرية، وبوسعها الالتجاء إلى قرية عربية أخرى. . . إلا أنها سمعت في هذه الآونة أنينا بالقرب منها، فاتجهت إلى مصدره وإذا أمام جريحين من حامية دير ياسين، فتقدمت منهما ومزقت جزء من قميصها ضمدت به جراحهما، ثم قر رأيها على أن تضعهما في مغارة في تلك الناحية إلى أن تتمكن من إخبار رجال الهلال الأحمر عنهما، فحملت أحدهما على كتفيها وصارت به نحو المغارة. . وبعد مسير عشرة أمتار مزق الجو

<<  <  ج:
ص:  >  >>