للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيغضب لكيز من قول كليب ويستأسد قائلاً:

ويحك! هل ليلى ترد أمري ... برد هذا وقبول عمرو؟

رضيتُ عمراً أن يكون صهري ... ما حجتي في رده؟ ما عذري؟

أليس في منعيه عين الغدر ... ولو أبى البراق إلا هجري؟

فليجر في قطيعتي ما يجري

وقد أنصف كليب كل الإنصاف حينما ذكره بأنه غدر بابن أخيه فقال له:

يا أبا ليلى كفى. فالحقوق. أنكرتها. ذلك الغدر

وأحاديث الجفا. والعقوق. كررتها. حلوها مر

غضب البراق. مر لا يطاق. وله العذر

ولكن أترى لكيزاً يأبه لهذا ويهتم به؟ كلا وإنما يمعن في قسوته، ويسترسل في شدته، ويأبى إلا تنفيذ ما رآه. ولو كان ما رآه هو الخطل بعينه، فاسمع إلى ابنته ليلى وقد عرفت من أمرها ما عرفته: فأخذت تشكو إلى الله ظلم أبيها، وتعدد مناقب ابن عمها، وتبثه لواعج غرامها. ثم تعرج على خطيبها المكروه فتتمنى من الله أن يقبض روحها قبل أن تزف إليه، فتواسيها صديقتها سلمى فلا تستمع إليها، ولا تزداد إلا أنيناً، وإلا حسرة على بعاد براقها.

ليلى:

رب! كم تبلو وتمتحن ... إن قلبي شفه الحزن

كلما قلت انجلت محن ... عاودتني بعدها محن

سلمى:

هل أتى عن ركبنا نبأ ... محزن، من بعد ما ظعنوا؟

ليلى:

لا، ولكني أرى جللاً ... عاجلاً يسعى به الزمن

يا ابن عمي إن لي كبداً ... قد يراها بعدك الشجن

إنما البراق خير فتى ... فيه بنت العم تفتتن

صده عني أبي سفها ... وأبي في رأيه أفنن

وأتى عمرو ليخطبني ... فأذلتهم له المنن

<<  <  ج:
ص:  >  >>