المستر هكسلي المدير العام لليونسكو، ترغب إليه فيها إعادة النظر في موضوع عقد مؤتمر اليونسكو في لبنان، بسبب الاضطرابات القائمة في فلسطين، ولأن لبنان يؤلف أحد طرفي النزاع، وهو في حالة حرب مع اليهود، ويخشى أن يؤثر موقفه في سير أعمال المؤتمر. وقد رد المستر هكسلي على طلب هذه الدولة بقوله: إن مسألة الأمن في طليعة المسائل التي تراعيها هيئة اليونسكو عند عقد مؤتمراتها، وهي تستطيع أن تصرح استنادا إلى المعلومات التي لديها أن لبنان لم يعلن الحرب على اليهود في فلسطين، بل بالعكس، فهو واقفموقف الدفاع، وقد حشد جيشه على الحدود، لا رغبة منه في الغزو أو الفتح، وإنما للدفاع عن أرضه وتأمين السلام والأمن في ربوعه؛ على أن إدارة اليونسكو سوف تدرس الحالة في لبنان في ضوء التطورات الجديدة.
ومما لا يلاحظ أن مؤتمر اليونسكو قد شغل الدول العربية عن عقد المؤتمر الثقافي العربي الثاني في هذا العام، مع أن هذا أجدى عليها وأدنى إلى الناحية العملية من حيث تنفيذ توصياته. أما اليونسكو فما هي إلا إحدى هيئات الأمم المتحدة (المتحدة ضد العرب فقط) ونحن الآن في حالة توجب علينا ألا نثق في هذه الهيئات، سياسية كانت أم ثقافية، أو على الأقل لا نرجو منها خيراً.
إذاعات من باريس عن أدباء العرب
الأوربي للإذاعة المصرية قرر إذاعة سلسلة من الأحاديث باللغة الفرنسية عن الأدباء والشعراء العرب والمصريين مع ترجمة قصائدهم شعراً، وعهد بذلك إلى الأديب الفرنسي مسيو جاستون برتيه مراسل جريدة (الفيجارو) الباريزية والذي عاش في مصر طويلا. وقد شملت أول سلسلة من هذه الأحاديث إذاعات عن أحمد شوقي وخليل مطران وحافظ ابراهيم وابن الرومي وأبي تمام وأبى نواس وعباس محمود العقاد وعبد الرحمن صدقي وأحمد رامي وشعر الفرنسية عند العرب وما نقله منه واصف غالي باشا. وستذاع هذه الأحاديث قريبا من محطة إذاعة باريس، وسيعقبها أحاديث عن الناثرين والقصصيين.
ويمكن أن نفهم تكليف الأديب الفرنسي مسيو جاستون بأعداد هذا البرنامج على أنه مشرف على تنظيمه ويعاونه فيه أدباء مصريون. وإلا فكيف يدرس ابن الرومي وأبا تمام وأبا نواس؟ وأني له القدرة على ترجمة أشعارهم؟