وعدده مائة رجل ورئيس المائة هو السنتريونس (فنظام الجيش هذا ما أشك في أنه متأثر فيه برسائل الحرب عند اليونان.) اهـ
لا أستطيع أن أفهم هذا الكلام إذا حدثني التاريخ أن جيوش العرب قبل عبد الحميد كانت تقاتل جملة ولم يكن لها إلا رئيس واحد وأن هذا الرئيس لم يكن يعتمد في تحريك جيشه على أعوان من الأبطال يتولون جماعات من الجيش يتقدمون بهم أو يحجمون وأنا أعتقد أن تقسيم الجيش سنة طبيعية هدت إليها ظروف القتال والسرعة في إنجاز الأعمال وقد حفظت لنا اللغة كثيراً من الأسماء التي تدل على أن العرب قد فهموا هذا وجربوه في حروبهم: ومن ذلك المقنب والتو والقنبل والمنسر والسرية والحضيرة والجريد وهكذا ومن بين الأسماء ما يدل على المائة وأعتقد أنها كلمات استخدمها العرب قبل عبد الحميد ولم يكن لليونان ولا لغيرهم آثار في وضعها.
أما الدليل الثاني فهو أقل من هذا في المنزلة وأضعف منه في الحجة إذ يتخذ المؤلف تقسيم عبد الحميد لرسالته الطويلة إلى أجزاء أساسا للقول بأنه تقل هذه الطريقة عن اليونان.
يقول الدكتور هذا وهو يعلم حق العلم أنها رسالة طويلة توشك أن تكون كتابا وأنهاتناولت نواحي مختلفة وضروبا عدة. ومن حق الكاتب في مثل هذه الرسائل الطويلة أن يستريح بين الفقرة والفقرة ومن حقه كذلك أن يفصل كل ناحية عن الناحية التي تليها لاختلاف الاتجاهين. وليس من الضروري أن يتعلم عبد الحيمد هذه الطريقة عن أمة بعينها فهي الطبيعة التي يوحي بها طول الرسائل
أقول هذا وأنا مقدر لزعيم الأدب فضله ومعترف بمجهوده الذي أفاد اللغة العربية ونهض بها في بلاد الشرق عامة.
وسأحاول فيما بعد أن شاء الله أن أناقش ما بقى من مسائل على في هذا النقاش بعض الفائدة للطلاب. والله الموفق.