تحذو حذو العراق باستدعاء مندوبيها من هيئة الأمم إذا لم تقرر هذه الهيئة اقتراح سوريا بعرض قضية فلسطين على محكمة العدل في لاهاي. فربما كان فيها عدل، لأنه لا يليق بالدول العربية أن تكون أعضاء في عصابة متحكمين مستبدين يبتزون من هذا لكي يعطوا لهذا، ولا أن يكونوا في جمعية لا تريد العدالة.
برنادوت يستطيع بقوته الحربية أن يقهركم. ولكنه لا يستطيع أن يقهر عصابة الأرجون الإرهابية لكي تطلق سراح الإنجليز الخمسة، حتى إن إنجلترا التي عجزت عن تخليصهم من براثن الأرجون. تضطر أن ترفع شكواها إلى مجلس الأمن، وأن يقف السير الكسندر كادوجان إلى جنب شقي من أشقياء الأرجون، وهل تخضع عصبة الأرجون لمجلس الأمن إذا كانت لم تخضع لهيئة الإمبراطورية البريطانية العظمى؟
كنت أتمنى أن تكون هذه الحادثة مع ألمانيا في عهد هتلر أو مع فرنسا لعهد ديجول في دمشق، إذن لرأينا تل أبيب كلها تندك على رءوس سكانها في ساعة من الزمن، لأنه لا ألمانيا ولا فرنسا تحتمل هذا الاستخذاء إلا متى قهرت في الحرب.
ليس غرضي من هذا المقال أن أقول ما قلته الآن. بل غرضي أنأسائل: ماذا تعلمنا من دروس في هذه الأحداث الأخيرة؟
ظهر لنا أننا لم نبخل بالمال ولا بالرجال، حتى ولا قصرنا في السياسة وإنما سلاحنا قصر، وجميع الدول تألبت علينا فحرمتنا السلاح، ولولا هذا لكان بنو إسرائيل الآن طعاما لسمك بحر فلسطين.
نحن إذن في حاجة ماسة إلى السلاح، ليس الآن فقط، بل في كل حين، لأننا لا ننتهي مع الصهيونيين بانتهاء هذه المرحلة؛ بل سنبقى في صدام ما داموا بين ظهرانينا. فإن استتبت قدمهم في فلسطين كانوا نكبة علينا لا تنتهي. فيجب أن تكون دائما على استعداد لمناهضتهم إلى أن نقذفهم في بحر فلسطين. فمن أين السلاح؟
يجب أن نستغني عن سلاح أية دولة أجنبية. لماذا لا نصنع سلاحنا بأنفسنا؟ ماذا نقصنا؟ المال؟ نحن أغيناء. بالعقول؟ لقد شهد الأجانب في مؤتمرات كاليفورنيا ونيويورك ولايك سكسس أن لنا عقولا ممتازة. العمال؟ عندنا كثير منهم.
يجب أن ننشئ معمل ضخمة في جميع البلاد العربية لصنع آخر طراز من الطائرات