للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

طبق نظرية (داروين) على التاريخ وعلم الاجتماع وخرج بتأثير هذه النظرية على أن الشعوب غير متساوية في الكفايات وأن الشعوب الشمالية هي الشعوب المنتجة والمبتكرة في هذا العالم. وكذلك (نوفيزو) ووقد حاول هؤلاء مندفعين بالنظرية الداروينية ربما شاهدوه من تقدم عظيم في أوربا وتأخر في الشرق إلى تطبيق هذه النظرية على التاريخ وفي السياسة.

وقد بحث في هذا الموضوع وبصورة أوضح وأعمق جماعة من أصحاب المذهب (الواحدي) القائل بائن أصل كل الأشياء واحد وهو (المادة) أو (الروح)، ومن هؤلاء (أوستوالد) (١٨٥٣ - ١٩٣٢م) وهو أستاذ من أساتذة الكيمياء حاول تطبيق مبدأ (الطاقة) حتى على العلوم الاجتماعية، فألف في الثقافة وفي علم الاجتماع؛ والعالم (كولد شايد) صاحب نظرية (الاقتصاد البشرية) وقد بحث في (المادية) على أنها طاقة من الطاقات التي يتأثر بها التطور البشري.

إن أصحاب هذه النظرية وإن كانوا قد تأثروا بنظرية (داروين) وبالآراء المادية إلى حد كبير؛ غير أنهم لم ينكروا عموماً وجود (الروح). وقد فسروا (الروح) تفسيراً يلائم النظريات الطبيعية، كما أنهم فسروا تأثير القوة الموجدة أو (الله) تفسيراً لا يدعو إلى مذهب الإلحاد أو نكران الخالق نكراناً باتاً

والمذهب الآخر من المذاهب المادية في تفسير التاريخ هو مذهب (المادية الاقتصادية) أو (الوجهة المادية في تفسير التاريخ) فكل العوامل المادية المؤثرة في التاريخ البشري هي ذات طابع اقتصادي، وهذه العوامل الاقتصادية تؤثر في حياة الأفراد والجماعات والحكومات. وحتى في العلوم والأديان. وما الحياة الإنسانية والمظاهر الثقافية على رأي هؤلاء سوى مظهر من مظاهر التقلبات اقتصادي، فالتاريخ إذن هو تاريخ اقتصادي، والعامل الاقتصادي إذن هو العامل إذن هو العامل الفعال تغيير مجرى التاريخ وتكوين التاريخ.

ويلتقيبهذا المذهب التاريخي مذهب آخر يقالله (المذهب الإثباتي في التاريخ) وهو قريب من المذهب المادي وإن ظهر لنا أن المبادئ مختلفة تمام الاختلاف. ومن رجال هذا المذهب الفيلسوف الفرنسي (أوكست كونت) يرى أكثر رجال هذا المذهب أن التاريخ البشري مر

<<  <  ج:
ص:  >  >>