للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موضعشبر الأ وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم هاأنذا أموت حتف انفي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء، وقالت عائشة رضوان الله عليها: أن الله خلقا قلوبهم كقلوب الطير كلما خفقت الريح معها، فأنف للجبناء فأف للجبناء.

الوساطة الدولية:

هي تدخل دولة أو شخص تدخلا وديا خلاف قائم بين دولتين أو أكثر لحسم النزاع بما يرضي الفريقين كوساطة البابا سنة ١٨٨٥ بين دولتي أسبانيا وألمانيا لرفع الخصام الذي كان بينهما بسبب جزيرة كارولين، وقد عرض عليهما البابا فكرة لفض النزاع فوافقنا عليها في معاهدة عقدت بينهما في روما.

والوساطة إما أن يعرضها الوسيط على المتنازعين من نفسه أو يطلب إليه ذلك أحد الفريقين أو غيرهما، والوسيط ناصح ينحصر عمله في فحص القضية المختلفة فيها فحصا دقيقا واقتراح ما يراه نافعا ومقبولا لدى الفريقين.

وقد جاء في المادة الرابعة من معاهدة لاهاي ما نصه: إن عمل الوسيط ينحصر في التوفيق بين الآراء والمتعارضة وتخفيف الأحقاد التي تنشأ عن الخلاف.

وجاء في المادة السادسة من المعاهدة المذكورة: إن المساعي الجميلة والوساطة سواء أكانتا بطلب من الدول المتنازعة أم بلا طلب منها لا تخرجان عن إسداء النصح ولا تلزمان الفريقين.

والفرق بين الوساطة والمساعي الجميلة هو أن الوسيط يدخل في المفاوضة توا ويضع الأسس لحل الخلاف، أما الساعي لرفع النزاع فيعمل لرفع الخصام بنفوذه وسلطانه، دون دخول في المفاوضة أو وضع أسس للصلح.

والفرق بين الوساطة والتحكيم أن الوسيط ناصح يبسط رأيه للفريقين ويترك لها الخيار في القبول أو الرفض. وأما الحكم فحاكم يبرم قرارات حكمية، والفريقان مجبران على تنفيذها. وأوضح فرق بين الوساطة والتحكيم هو أن الوساطة مفاوضة سياسية، وأما التحكيم فعمل حقوقي، وأن الوساطة تكون في أي مسألة من المسائل المختلفة فيها وان كانت تتصل بشرف الدول وحياتها، وأما التحكيم فلا يشمل هذه المسائل.

وأول رغبة في تحقيق الوساطة كانت في مؤتمر باريس عام ١٨٥٦ فقد ورد في البيان

<<  <  ج:
ص:  >  >>