هو؟ أو كانت جملة (إلا مصلينا) تلك وقفا على أمير الشعراء دون أشعر الشعراء؟
وإذا كان بعض النقاد - قديما وحديثا - قد تجاوزوا في اتفاق بيتين معنى ومبنى؛ فكيف يصح الحجر على اللفظ وهو أداة التعبير والأداء؟!
وبعد، فالنقد تذوق وليس تبشدق وتفيهق، ولا هو رجم بالغيبأو تعلق بالشبهات وللشبهات حدود.
الزيتون
عدنان
لا تسألوا عن أشياء:
في العدد السابق من مجلة الرسالة الغراء كتب الأستاذ محمود البشبيشي كلمة عن (أشياء) وأشار إلى اضطراب آراء النحاة في أسباب منعها من الصرف، وانتهى إلى أنها وردت ممنوعة من الصرف في قول تعالى:(لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) بآية ١٠١ من سورة المائدة حتى لا تقع (إن) بعد الهمزة المكسورة المنونة فتتوالى (إن) مرتين، والأستاذ لا يرضى ذلك بحجة أن القرآن وهو المثل الأعلى للبيان الرفيع لا يجيز هذا التعبير.
فإليه قول الله تعالى:(وما أنزل الرحمن من شئ إن أنتم إلا تكذبون) في آية ١٥ من سورة يس، وقوله تعالى:(وقلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلى في ضلال كبير) في آية ٩ من سورة الملك، وفي كلتا الآيتين جاءت (إن إن) بهذا التكرار المقبول الخفيف على اللسان (من شئ إن انتم. . .)
ولهذا تبقى كلمة أشياء - كما كانت - ممنوعة من الصرف لأحد الأسباب المدونة بكتب النحو، وقد وردت كلها باختصار في (حاشية تفسير الجلالين) للجمل عند شرح آية (لا تسألوا عن أشياء. . .) خلافا لما يتوهمه الأستاذ ولما يراه، وهو مجتهد في اللغة له أجر على خطئه غير المقصود!