تراكيب جديدة فيها، ولو لم ترد (المعاجم) بها، ما دام لها مبرر (ذوقي) يحسه الأديب. مثال ذلك قوله (مازجا التصويف بالفلسفة بالهيئة بغير ذلك)(ص٦٣ ومثله في ص ٣٠٩) وقوله (غيورون)(ص٣٥٥) والمعروف أن جمع غيور غير. وأنا أحمل تبعه هذا وما إليه مع أستاذي الكبير.
وقد وردت تعبيرات أخرى لا أدري رأي القراء فيها، فأستاذنا يستعمل (السلم) مذكرة (ص٣٥٥) وما أعرفه - وليس بين معجم - أن السلم مؤنثة كما وردت في القرآن (وإن جنحوا للسلم فاجمح لها) فهل يجوز تذكيرها؟ ويقول (صورة للسيد جمال الدين أهداها الشيه محمد عبده. .)(أنظر الصورة أمام ص١٠٠) والذي أعرفه أن أهدي يتعدى لثاني مفعولية فإلى أو باللام، ويقول (فمن أراد الحق كاملا وإلا لا)(ص١١٠) وأعرف القول (وإلا فلا)(أنظر أيضا ص٤٤، ٢١١).
وفي الكتاب مواضع موازنة بين شيئين أو أكثر لبيان وجوه الوفاق أو الخلاف، غير أن ما قيل في الموازنة لا (يوضح) هذه الوجوه توضيحا حاسما ولا شبه حاسم (أنظر الموازنة بين محمد عبد الوهاب ومدحت باشا وجمال الدين ص٥٧، والموازنة بين ابن خلدون والكواكبي ص٢٦٣).
أما بعد فنحن نتوجه إلى أستاذنا الكبير بالتقدير والتحية، شاكريه على ما أسدى إلينا نحن الشباب من فضل بهذا الكتاب القيم الممتاز من وجوه عدة، راجين الناشئة أن يقرءوه كي تتحقق الغاية التي ارتجاها أستاذنا لهم منه. وإنهم لأهل أن يستزيدوه من أمثاله، و (كل يعمل على شاكلته) و (كل ميسر لما خلق له) و (الله يقول الحق وهو يهدي السبيل).