بما يقول (المربي) أمر مسلم به لدى (التلاميذ والمريدين).
ولعل لسكوته سببا آخر شاقا له: فقد نشرت فصوله من الكتاب في صورة مقالات في إحدى المجلات للقارئ العجلان، ثم جمعت المقالات المنشورة وأضيف إليها مثلها فاستوت كتابا، ولا ضرورة مع القارئ العجلان إلى ذكر المراجع أيضا، إذ كل ما يعنيه أن (يعلم) وقد (يثار) بذلك وحده، ولا حاجإلى المصادر لا في (التعليم) ولا في (الإثارة) ولا بعينه مرجع علمه وثورته للبحث بنفسه بعد ذلك استزادة من العلم والثورة.
غير أن ذلك كله لا يمنعنا من ملاحظة نصوص حصرها أستاذنا بين أقواس، ولا شك أنها من كلام غيره، ولا ذكر معها لأصحابها في المتن ولا الحاشية (مثلا ص٣٩) كما أن هناك نصوصا حصر أولها وأطلق آخرها وذلك يحير القارئ فلا يستطيع أن يميز كلام المؤلف من كلام غيره (ص٣٩).
وقد تغفر (الثقة) و (العجلة) السكوت عن المصادر كما أسلفنا، ولكني لا ادري أتغفران للمؤلف أيضا أن ينطلق في إيراد خوطر على لسان دوان أدنى إشارة إلى اقتباس نص له ولا استشهاد بواقعة تاريخية عليه تؤكد لأهل (الثقة) وأهل (العجلة) معا أن المصلح كان يفكر على النحو الذي قيل على لسانه للتفرقة بين أسلوب القصاص وأسلوب الباحثين (أنظر ص٤١ - ٤٢، ص٤٥ - ٤٦).
إن لكل كفاية مزيتها وخطرها، وقد تحدثت قبل بكفاءة أستاذنا في دراسة الحركات العقلية، ودودة سبح ملكاته الذهنية الأصلية في عيلمها الزاخر مهما اعتاصت مساربه، ولعل هذه الرغبة في السبح هي التي أدت بها - في دراسة الحركة الوهابية - إلى تناول الحالة الدينية في الشرق الإسلامي عامة، وإلا فهل يمكن أن نسلم مهما بلغت (ثقتنا) وبلغت (عجلتنا) - بأن محمد بن عبد الوهاب في جزيرة العرب كان يعرف (في مصر شجرة الحنفي، ونعل الكلشني، وبوابة المتولى)(ص٩) أو هل تأثر بهذه (المقدسات وإلا فما الداعي إلى الحديث بها في دوفعه إلى الإصلاح، والحديث بغيرها في غير موضعه (مثلا ص١٢٩ - ١٣٠).
وأستاذنا الجيل - غفر الله له انتصاره للعامية - كتب بالعربية منذ عشرات السنين، فهو كاتب (منقوع) فيها، ومن أجل ذلك وجب علينا أن نعرف له حق (المجتهد) في (سك)