عقد بباريس في أواخر يوليه الماضي وأوائل أغسطس الحالي، مؤتمران كان لمصر فيهما نشاط ملحوظ، وكان للغة العربية في أحدهما ظفر يغتبط به، وهما مؤتمر اللغويين ومؤتمر المستشرقين، وقدانعقد على التعاقب، كان أولهما مؤتمر اللغويين وقد اختم أعماله يوم ٢٧ يوليه، وكان مما قرره تمثيل مصر في لجنته الدولية الدائمة.
وكان بعد ذلك مؤتمر المستشرقين، وكان من الرغبات التي أبداها أن تعنى دول العالم أجمع بإدخال معلومات عامة عن المدينة الشرقية في برامج التعليم مع العناية بالمدينة الإسلامية وما تبقى من المدينتين الهندية والصينية، فإنه لا يجوز لأهل الغرب أن يجهلوا ما كانت عليه مدينة أهل الشرق الذين يؤلفون نصف سكان العالم.
وظفر اللغة العربية الذي يدعو إلى الاغتباط، كان في الجلسة الختامية المؤتمر المستشرقين، إذ اقترح الدكتور محمد يوسف موسى الأستاذ بالأزهر أن يوافق المؤتمر على قبول التباحث باللغة العربية في المؤتمر القادم ولا سيما عند بحث المسائل الإسلامية. ونوقش الاقتراح ثم تقرر قبوله.
وقد بدا نشاط ممثلي مصر في المؤتمرين، إذ ألقوا بحوثا، وقدموا تقارير واقتراحات، كانت موضع التقدير، واسترعى الانتباه ما أبداه العلماء المصريون في علم الآثار القديمة مما يدل على بلوغهم فيه درجة عالية، وقال بعض الأعضاء إنهم اصبحوا فيه مساوين لسائر علماء الآثار في العالم.
الدكتور طه حسين:
ويمثل الدكتور طه حسين بك في هذين المؤتمرين، مجمع فؤاد الأول للغة العربية، وتدل الأنباء الواردة على وفرة نشاطه فيهما، وقد كتب للأهرام مقالاً - من المقالات التي يوافيها به من باريس - نشرته بعنوان (بين مؤتمرين) أبدى فيه شغفه بمتابعة أعمال لجانهما فتمنى أن يظفر ب (تعدد الأجسام) فيستطيع، كما يقال عن أهل الخطوة، أن يحضر الاجتماعات المتعددة المنعقدة في وقت واحد. . . أي يحضرها كلها في وقت واحد أيضا! (ولكن هيهات، إذا أتيح لك أن تستمع لحديث يلقى في هذه الساعة من ساعات الضحى فقد قضى عليك أن تحرم أحاديث كثيرة جدا تلقى في نفس هذه الساعة في الغرفات المجاورة