للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العربية التي فيها مكتوفة الأيدي تتلقى رصاص اليهود بصدورها.

وما على برنادوت إلا أن يبلغ الخير إلى مجلس الأمن وينتظر الجواب!

هذه هي شريعة يهوه جنرال اليهود الذي نزل إلى الأرض في هذه الأيام!

طلب السير ألكسندر كادوجان إلى مجلس الأمن أن يرسل ١٠٠ ألف جنيه للاجئين العرب فرفض المجلس هذا الطلب!

ألو كان شرتوك هو الذي طلب هذا الطلب فهل كان مجلس الأمن يرفض؟ من كلف كادوجان أن يطلب إعانة للاجئي العرب؟ ومن قال له أن العرب يقبلون إحساناً من أية أمة؟ في حين أن قسماً كبيراً من مالية هيئة الأمم هو من الدول العربية. والدول العربية كلها قررت أن تفرض ضريبة خاصة لإعانة المنكوبين. ولكن هي إنجلترا كالثعلب تتظاهر أحياناً بالعطف على العرب في حين أنها تغدر بهم في الخلفاء.

إن المائة ألف التي اقترحها كادوجان لا تكفي إلا أربعمائة ألف لاجئ أسبوعين. والملك عبد الله ينفق كل يوم ٢٢٠٠ جنيه ثمن خبز للاجئين عنده.

جاء برنادوت بمهمة وضع مشروع لفلسطين يقبله العرب واليهود. وقد جرب حظه في الهدنة السابقة فخاب سعيه؛ لأن المشروع عقيم، وبرنادوت لا يستطيع أن يخصب العقيم. وهو يعلم شرط العرب الذي لا يقبل الجدل بتاتاً، وهو عروبة فلسطين التامة. فلماذا يضيع وقته ووقتنا في طلب المستحيل. إذن ستبقى الهدنة إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين. فما معنى هذه الهدنة الأبدية وما الغرض منها؟ أيريد سمو الكونت برنادوت أن يصيف ويشتي، ويصيف ويشتي، في رودس إلى ما شاء الله على حساب هيئة الأمم؟ ما أسخف منه إلا المجلس الذي انتدبه. لو كان شرف المحتد كما يقال وله شيء من كرامة النفس لما قبل هذه المهمة غير الشريفة.

جعل برنادوت مسألة اللاجئين العرب في مقدمة مساعيه. يريد على زعمه رجوع العرب الفارين من وحشية اليهود وتفظيعهم على الرغم من أن اليهود يرفضون رجوعهم بل يريدون أن يؤتى بيهود من الخارج يحلون محل العرب المهاجرين.

على أي أساس يقترح برنادوت رجوع المهاجرين العرب؟ هل يضمن أن اليهود لا يعيدون تمثيل دور دير يس الفظيع؟ أم هل يسمح بأن يتسلح العرب الراجعون تسليحاً كاملا ضخماً

<<  <  ج:
ص:  >  >>