للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لكي يدرءوا عنهم شر أولئك الوحوش الطغاة؟

أم يقول إنه يأخذ على اليهود عهداً بأن يكونوا قدسيين إنسانيين. وإذا كنا لا نصدق عهود كبريات الدول فهل نصدق عهود أبنائها اليهود المدللين؟

ثم يقترح برنادوت أن يغاث العرب اللاجئين مدة تشردهم عن بلادهم إلى أن يعودوا إلى بلادهم. وهناك ماذا يكون؟ هل يتقدم أصحابه اليهود لإطعامهم وإيوائهم بعد أن هدموا منازلهم ونهبوا بيوتهم وساقوا إنعامهم ولم يبق لهم لا مأوى ولا طعام حتى ولا زرع يستغلونه، لأن اليهود أحرقوا الزرع واستغلوا ما استغلوا منه.

هل فكر الفيلسوف برنادوت حلال المشاكل في كل هذا قبل أن يرحل إلى بلاده لكي يحضر مؤتمر الصليب الأحمر؟ أم أن المنكوبين يصومون نياماً تحت الشجر إلى أن يعود بالسلامة؟

يقول إنه سيعود إلى بلاده بكي يحضر مؤتمر الصليب الأحمر، وبعد ذلك يعود لكي يبسط مشروعه بشأن فلسطين ويهتم بالعقدة العربية الصهيونية. يعني ما دامت الهدنة أبدية فلا بأس أن يؤجل ويسوف ولا يهمه أن يقلق الناس في الشرق العربي على المصير. إذن لا يستطيع أن يفعل شيئاً الآن ونحن نعلم أنه لا يستطيع. فعليه إذن أن ينفض يده من هذه المهمة العقيمة والعرب وحدهم يمكنهم حل هذه المشكلة. فلماذا يتعب نفسه فيما لا طائل تحته؟ لسنا نصبر إلى أن يقوم في (كيف) برنادوت أن يقضي أمراً أو يقول كلمة. ونحن عندنا مشردون معذبون يجب أن يعودوا إلى بلادهم مطمئنين لا أن يحتلها قوم جاءوا من آخر الدنيا غزاة طغاة. وعندنا جيوش واقفة في الميادين معطلة عن العمل. فإذا لم يستطع برنادوت أن يأتي بحل للعقدة لكي ينفرط عقد هذه الجيوش وتعود إلى مواطنها، فلا أقل من أن تنزل الجيوش للميدان وتحل العقدة بسيف الاسكندر. دعنا نحن نحل العقدة، فنحلها بسهولة.

لا نسمح أن تحل العقدة بأن يرخي برنادوت العنان قليلا لليهود لكي يتقدموا خطوة، ثم يشد العنان للعرب لكي يتأخروا خطوة. هذه أسلوب ماكر خبيث لا يسمح به العرب. كفى ضحكا سخيفا على الذقون.

والآن نوجه العتاب إلى الجامعة العربية الموقرة: أن العالم العربي كله يضج بسبب طول

<<  <  ج:
ص:  >  >>