للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقاطيغورياس من تصنيف صديقنا في الري (معجم الأدباء لياقوت ج٥ - ص٥).

واتصل مسكويه بكبار أدباء زمانه ومنهم ابن العميد واتخذه هذا خازناً لكتبه كما ذكره أبو حيان في كتاب الوزيرين، وراسل بديع الزمان الهمذاني وتدرج حتى صار خازناً للملك عضد الدولة بن بويه وكان مأمونا لديه أثيراً عنده وله مناظرات ومحاضرات. . .

على أن مسكويه لم يكن أديباً بارعاً فحسب بل كان مؤرخاً ممتازا فلقد ألف كتابه الشهير (تجارب الأمم) بلغ فيه إلى بعض سنة ٣٧٢هـ وهو السنة التي مات فيها عضد الدولة بن بويه صاحبه وهو كتاب جميل كبير يشتمل على كل ما ورد في التاريخ مما أوجبته التجربة وتفريط من فرط وحزم من استعمل الحزم.

ولم تقتصر جهوده على الناحيتين الأدبية والتاريخية بل كان (فاضلاً في العلوم الحكمية متميزاً فيها خبيراً في صناعة الطب جيداً في أصولها وفروعها وله من الكتب كتاب الأشربة وكتاب الطبيخ).

ويقول عنه ياقوت في معجم أدبائه (ويظهر أنه كان مشغولا بطلب الكيمياء مفتوناً بكتب أبي زكريا وجابر بن حيان فلم يكن يلتفت لغير ذلك. وقد قطن العامري الري خمس سنين يدرس ويملي ويصنف ويروي، فما أخذ مسكويه عنه كلمة واحدة، ويظهر أنه ندم على ذلك وأنبه أصدقاؤه. ومع هذا فهو ذكي حسن الشعر، نقي اللفظ، ويظهر أنه كان بخيلاً)!.

وقد ترك لنا صاحب الترجمة كتباً قيمة في الأخلاق والتربية والفلسفة منها (تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق) و (كتاب تهذيب الأخلاق) في التربية، و (الطهارة في تهذيب الأخلاق) و (الفوز الأصغر) و (لغز قابس) وكتاب (الفوز الأكبر) و (كتاب ترتيب العادات) الخ.

وله وصية أنهاها بهذه التذكرة وهو يدعو للعمل بموجبها، وهو تشتمل على أرقى المثل العليا وأسماها، وتلخص لنا فلسفته في الحياة ومذهبه في السلوك. وهي خمسة عشر باباً:

١ - إيثار الحق على الباطل في الاعتقادات والصدق على الكذب في الأقوال والخير على الشر في الأفعال.

٢ - كثرة الجهاد الدائم لأجل الحرب الدائم بين المرء وبين نفسه. . .

٣ - والتمسك بالشريعة ولزوم وظائفها، وحفظ المواعيد حتى ينجزها. وأول ذلك ما بيني وبين الله جل وعز.

<<  <  ج:
ص:  >  >>