الإسلامي في العصر الحديث) وأن يجرد هذه الفصول ليبني
منها كتاباً برأسه ينتفع هذا الجيل منه، ويكون له أسوة حسنة
فيه وأرسلت بما رأيت كتاباً إلى حضرته، فتفضل حفظه الله
وبعث إليَّ بجواب مؤرَّخ ١٩٤٤٦٢٤ هذه صورته:
حضرة الأستاذ الفاضل الشيخ محمود أبو رية
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، وأشكركم على خطابكم، وسآخذ برأيكم في تسمية البحث، زعماء الإصلاح الإسلامي في العصر الحديث، وأضم إليه بعض الأشخاص التي أشرتم إليها، والسلام عليكم ورحمة الله.
أحمد أمين
وما لبث حضرته - بعد هذا الخطاب - أن غير عنوان البحث في مجلة الثقافة الغراء، فجعله:(زعماء الإصلاح الإسلامي في العصر الحديث) وظل يكتب بحثه إلى أن فرغ من بحثه فيما كتب عنهم، وكأنه عندما أراد أن يخرج هذه البحوث كتاباً اختصر هذا العنوان فجعله: زعماء الإصلاح في العصر الحديث.
هذا ما رأيت أن أعقب به على ما كتب الأستاذ الفاضل التونسي لأبين للناس ما أعرفه من إخراج هذا الكتاب وتسميته.
ولو أن الأستاذ الجليل أحمد أمين بك قد أراد أن يدرس شخصياته دراسة (بيوجغرافية) كما يريد الأستاذ التونسي لما أعجزه ذلك، بل لكان عليه هيناً، ولكن كيف يتبع هذه الطريقة في الترجمة عشرة من الزعماء - أو عشرين كما يريد الأستاذ التونسي - ثم يخرج هذه التراجم كلها في مجلد واحد!.
ولعل الأستاذ التونسي بعد أن يطلع على كلمتنا هذه أن يغير رأيه في هذا الكتاب القيم وينظر إلى قيمته في نفسه وأثره النافع عند قاريئه، وهو جد عليم بأن مجال البحث في دراسة هذه الشخصيات وغيرها لا يزال واسعاً لكل من يشاء أن يدرسها بما يحسن من طرائق وأساليب، ويعلم كذلك أن التاريخ نهم لا يشبع، وهو في حاجة دائمة إلى دراسات