للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عبد الرحمن وفي صبيحة الليلة الثانية سار إلى نابلس، وبات عند أولاد سيدي يعقوب، وفيما هو هناك وفد عليه السيد محمد السلفيتي بغير اتفاق فسر به. وقرأ له الموشح الأول الذي نظمه ومطلعه:

إن رمتموا تشربوا الحميا ... وتستقوا من دنان ريا

والميت يغدو بالقرب حيا ... وفي حبيب الحشا تباهوا

فشنفوا سمعي وقولوا ... الله الله الله يا هو

والموشح الثاني ومطلعه:

بارق القرب حين لاح لعيني ... غبت عني وزال عني أيني

وانمحت ظلمتي بذاك وغيني ... وشهدت الحبيب في المحراب

وقد بكى السلفيتي عند سماعهما. وارتأى عليه المنام عند المحب الشيخ خليل الحارثي خليفة الشيخ محمد المزطاري، فبات في خلوته التي في المارستان ليلتين، وبعد الشمس سار إلى قرية (حجة)، فتلقاه أهلها بالترحاب، ونزل في الخلوة المرفوعة، وبات ليلتين، وتوجه عشية النهار إلى (دير أسطيا)، ورأى مجذوبها الشيخ خاطر في بعض القرايا خاطر. وكان الشيخ وهو في نابلس أرسل للإخوان في القدس، خبر قدومه على الديار ليأهبوا له محلا للنزول، وبعد صلاة المغرب سمع عن بعد صهيل خيل، ورأى عجاجة، فسأل فقيل إخوان صفا من سكان القدس، وكانوا السيد أحمد الموقت ونور الدين الهواري ومعه جمع من الإخوان فسر بهم كثيراً. واقترح بعضهم زيارة سيدي علي ابن عليل، فوافقوا وكدوا السير إلى (كفر ثلث) واجتمع الشيخ فيها، بالشيخ علي الرابي، ووصل المقام بعد أن دخل الغابة ليلا خوفاً من الطير وجاءه هناك الشيخ رضوان الزاوي ومعه كبكبة من أهل الود، فبات ليلة طيبة، وسار على طريق الطواحين وأقال لشدة الحروبات في (الزاوية) عند رضوان، ودعاه إلى (مسحا) الشيخ طه، ومنها إلى (بديا) ثم (سرطا) فتلقاه بها مصلح بن صلاح الدين وزار الولي المشهور فيها الشيخ عبد الله. ثم أتى (كفر عين) ونزل عند مقام العيص، وفي أواخر جمادى الثاني دخل بيت المقدس ونزل في الخلوة البيرمية الفوقانية. وتردد على دار الشيخ نور الدين الهواري. وفي أوائل شعبان وصل جناب الشيخ محمد الخليلي وصحبته، الشيخ إسماعيل ين جابر بن رجب النبيل بن أحمد

<<  <  ج:
ص:  >  >>